تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى ٱلۡقُرۡءَانَ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} (6)

[ الآية 6 ] وقوله تعالى : { وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم } هذا يحتمل وجهين :

أحدهما : لتلقى القرآن من الله [ والثاني ]{[14898]} على يدي رسوله ، وهو جبريل ، وهو حكيم ، يضع الوحي والقرآن حيث أمر بوضعه فيه ؛ إذ الحكيم ، هو المصيب في فعله ، الواضع الشيء موضعه وعليم بما أمر به ، وأرسل . وهو كذلك كان ؛ إذ يجوز أن يقال لمخلوق : حكيم عليم . ألا ترى إلى [ قول يوسف ]{[14899]} : { إني حفيظ عليم } ؟ [ يوسف : 55 ] .

فعلى ذلك هذا جائز ، والأول أشبه ، أي إنك لتأخذ { من لدن حكيم عليم } على [ يدي ]{[14900]} رسوله جبريل . فما يأخذ من رسوله كأنه يأخذه من عند مرسله ؛ إذ الرسول إنما يؤدي كلام مرسله .

وقال أبو عوسجة : { وإنك لتلقى القرآن } يقال : تلقيته أخذته . وكذلك قال القتبي { لتلقى } أي لتأخذه . وقال أبو عوسجة : { وإنك لتلقى القرآن } أي لتؤتى بالقرآن كقوله : { وما يلقاها إلا الذين صبروا } [ فصلت : 35 ] أي ما يؤتاها ، والله أعلم .


[14898]:- ساقطة من الأصل وم.
[14899]:- في الأصل وم: قوله.
[14900]:- ساقطة من الأصل وم.