تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَـٰٓأَيُّهَا ٱلۡمَلَأُ مَا عَلِمۡتُ لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرِي فَأَوۡقِدۡ لِي يَٰهَٰمَٰنُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجۡعَل لِّي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَطَّلِعُ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ مِنَ ٱلۡكَٰذِبِينَ} (38)

[ الآية 38 ] وقوله تعالى : { وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري } كأنه قال : للملإ خصوصيته لهم لأنه كان اتخذ للأتباع أصناما يعبدونها ، وجعل للملإ نفسه إلها{[15349]} لما لم ير الأتباع أهلا لعبادة نفسه ، جعل لهم عبادة الأصنام ، ورأى الملأ أهلا لذلك ، فخصهم ، ومنه اتخذت العرب عبادة الأصنام دون الله لما لم يروا أنفسهم أهلا لعبادة الله ، وقالوا : { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } [ الزمر : 3 ] .

وقوله تعالى : { فأوقد لي يا هامان على الطين فأجعل لي صرحا } قال أهل التأويل :

أول من اتخذ الآجر هو ، ولا نعلم ذلك [ حقيقة ، ويحتمل ] {[15350]} أن يكون قبل ذلك .

وقوله تعالى : { فاجعل لي صرحا } أي قصرا { لعلي أطلع إلى إله موسى } كان يعرف أنه ليس بإله السماء والأرض ، إذ لا يملك ذلك ، فكأنه أراد بقوله { ما علمت لكم من إله غيري } قومه وأهله خاصة .

[ وقوله تعالى ] {[15351]} : { وإني لأظنه من الكاذبين } كان جميع ما كان بين موسى وفرعون من الكلام كان على الظن كقوله : { إني لأظنك يا موسى مسحورا } وكذلك قال موسى { وإني لأظنك يا فرعون مثبورا } [ الإسراء : 101و102 ] .


[15349]:- في الأصل وم:والهيته.
[15350]:- من نسخة الحرم المكي، في الأصل وم: يحتمل.
[15351]:- ساقطة من الأصل وم.