تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبٗا مِّنَ ٱلۡكِتَٰبِ يُدۡعَوۡنَ إِلَىٰ كِتَٰبِ ٱللَّهِ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٞ مِّنۡهُمۡ وَهُم مُّعۡرِضُونَ} (23)

الآية{[3699]}23 وقوله تعالى : { ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب } وقوله : { ألم تر } إنما يتكلم به لأحد معنيين : إما للتعجيب من الأمر العظيم ، يقول الرجل الآخر : ألم تر فلانا ، يقول ذلك له لعظيم ما وقع عنده ، وإما للتنبيه ، فأيهما كان ففيه تحذير للمؤمنين ليحذر المؤمنون عن مثل صنيعهم كقوله : { ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل } الآية [ الحديد : 16 ] حذر المؤمنين أن يكونوا مثل أولئك الذي

[ أوتوا ]{[3700]} الكتاب [ وأن يخالفوا كما خالفوا ]{[3701]} .

وقوله تعالى : { يدعون إلى كتاب الله } يحتمل أن يكون أراد بالكتاب التوراة على ما قيل : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم : ( أسلموا تهتدوا ، ولا تتكبروا ) [ بنحوه مسلم 1765 ] فقالوا : نحن أهدى وأحق بالهدى منك ، وما أرسل الله رسولا بعد موسى عليه السلام . فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( بيني وبينكم التوراة والإنجيل ) [ السيوطي في الدر المنثور 2/170 ] فإنه مكتوب فيها ، يعني : وأني : رسول الله ، فأبوا ذلك خوفا وإشفاقا على ظهور كذبهم ، وقيل : أراد بالكتاب القرآن دعوا إليه لأنه مصدق لما معهم من الكتاب فأبوا ذلك .


[3699]:أدرج في الأصل وم: تفسير الآية (25) قبل تفسير هذه الآية.
[3700]:من م، ساقطة من الأصل.
[3701]:في الأصل: ولا يخالفون كما خالفوا هم، في م: ولا يخالفون كما خالفوا.