تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَكَيۡفَ إِذَا جَمَعۡنَٰهُمۡ لِيَوۡمٖ لَّا رَيۡبَ فِيهِ وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (25)

الآية 25 وقوله تعالى : { فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه } وقد ارتاب فيه أكثر أهل الأرض [ بوجوه :

أحدهما ]{[3703]} : قيل : قوله : { لا ريب } قد يتكلم به على تثبيت المقول به عند قائله لا على نفي الشك عن كل من سمعه إرادة التأكيد . فعلى ذلك أمكن أن يخرج معناه إذ هو مخاطبة على ما عليه كلامهم ، وكذلك قولهم أبدا على دوامه وامتداده لا على حقيقة الأبدية ، وكذلك يقولون : { هذا إفك قديم } [ الأحقاف : 11 ] وأمر قديم على حقيقة القدم التي تخرج على الكون بعد أن لم يكن ، والله الموفق .

والثاني : على أنه لا يرتاب فيه المتأمل المنصف بما جعل الله لذلك من الآيات وعليه من الأدلة التي من تدبر [ ما فيها ير ما ]{[3704]} أظهرته له حتى يصير كالمعاين ، ولا قوة إلا بالله .

والثالث : أنه يخبر به{[3705]} رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن قوم مخصوصين ما كانوا ينازعون فيه بعد عملهم بصدقه ليعرف تعنتهم ، ويؤنبه عن الطمع فيهم ، ولا قوة إلا بالله .


[3703]:ساقطة من الأصل وم.
[3704]:في الأصل وم: هافيها.
[3705]:ساقطة من م.