السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَكَيۡفَ إِذَا جَمَعۡنَٰهُمۡ لِيَوۡمٖ لَّا رَيۡبَ فِيهِ وَوُفِّيَتۡ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (25)

{ فكيف } حالهم أو فكيف صنعهم { إذا جمعناهم ليوم } أي : في يوم { لا ريب } أي : لا شك { فيه } وهو يوم القيامة وفي ذلك استعظام لما يحيق بهم في الآخرة .

روي أن أوّل راية أي : علم ترفع يوم القيامة من رايات الكفار راية اليهود فيفضحهم الله تعالى على رؤوس الأشهاد ثم يؤمر بهم إلى النار

{ ووفيت كل نفس } أي : من أهل الكتاب وغيرهم جزاء { ما كسبت } أي : عملت من خير أو شر وفي ذلك دليل على أن العبادة لا تحبط وأن المؤمن لا يخلد في النار وإن دخلها ؛ لأن توفية إيمانه وعمله لا يكون في النار ولا قبل دخولها فإذا هي بعد الخلاص إن دخلها ؛ { وهم لا يظلمون } أي : بنقص حسنة أو زيادة سيئة .

تنبيه : ذكر ضمير وهم لا يظلمون وجمعه باعتبار معنى كل نفس ؛ لأنه في معنى كل إنسان ، ولما فتح النبيّ صلى الله عليه وسلم مكة ووعد أمته ملك فارس والروم ، قال المنافقون واليهود : هيهات هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم أولم يكف محمداً مكة والمدينة حتى يطمع في ملك فارس والروم فأنزل الله سبحانه وتعالى .