وقوله تعالى : { يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم } يحتمل قوله تعالى : { يبين لكم } ما كنتم تكتمون من بعثه وصفته ، وتحرفون كقوله تعالى : { يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير } [ المائدة : 15 ] ويحتمل : { يبين لكم } مما لكم وعليكم من الأحكام والشرائع . ويحتمل { يبين لكم } مما كان عليه الأنبياء والرسل .
وقوله تعالى : { على فترة من الرسل } قيل : انقطاع من الرسل من لدن بني إسرائيل إلى عيسى عليه السلام لأنه قيل : إنه كان [ رسولا على إثر ] رسول ، لم يكن بين رسولين انقطاع . فأخبر عز وجل أنه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم على حين { فترة من الرسل } ليس على انقطاع منهم ، ولكن على ضعف أمور الرسل وآثارهم من الفتور ؛ يقال : فتر يفتر فتورا . يخبر ، والله أعلم ، أنما بعث الرسول بعدما درس آثار الرسل ، وضعفت ووقع في ما بينهم اختلاف للضعف ليبين لهم ما ذكر{ أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير } يقطع احتجاجهم بذلك ، وإن لم يكن لهم في الحقيقة ، وهو كما قال : { لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل } [ النساء : 165 ] وكقوله : { أن لا يقولوا على الله إلا الحق } [ الأعراف : 169 ] { بشير } بالجنة لمن أطاع { ونذير } بالنار لمن عصاه [ وقوله تعالى ] : { فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير } يحتمل { على كل شيء قدير } من بعث الرسل على فترة منهم وإحياء ما درس من آثار الرسل وما ضعف من رسومهم ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.