تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱلسَّمَآءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ ٱلۡمِيزَانَ} (7)

الآية 7 وقوله تعالى : { والسماء رفعها } هذا يخرج على وجهين :

أحدهما : أراد حقيقة الرفع ، أي رفعها بلا عمد من الأسفل ولا تعليق من الأعلى ، أي أنشأها كذلك مرفوعة ، لا أن كانت موضوعة ، فرفعها ، وأمسكها كذلك ليعلم أن قدرته خلاف قدرة الخلق وقوتهم

والثاني : { رفعها } أي رفع قدرها ومنزلتها في قلوب الخلق حتى يرفعوا أيديهم وأبصارهم إليها عند الحاجة لما جعل لهم فيها من الأرزاق والبركات التي تنزل من السماء ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { ووضع الميزان } الذي يزن الناس به الأشياء ، وبه يتحقق الإيفاء والاستيفاء ؟ امتحنهم بذلك ليعرفوا بذلك قبح التقصير في ما أمروا به والمجاوزة عما نهوا عنه . وذلك يحتمل في الأحكام والشرائع والتوحيد وصرف الألوهية والعبادة إلى غير الذي يستحقه ليعلموا التقصير في ذلك ، والله أعلم .

ويحتمل المراد بالميزان أن الأحكام التي وضعت بين الخلق والشرائع التي جعلت عليهم ليقوموا بوفائها ، وينتهوا عن التقصير فيها والتعدي عن حدودها .

وقيل : الميزان العدل ، وهو ما ذكرنا ، والله أعلم .

وذكر أن الموازين ثلاثة :

أحدهما : العقول ، وهي التي تعرف بها محاسن الأشياء ومساوئها وقبح الأشياء وحسنها .

والثاني : الميزان الذي جعل بين الخلق لإيفاء الحقوق والاستيفاء .

والثالث : الذي جعل في الآخرة ليوفى به ثواب الأعمال وجزاؤها ، والله أعلم .