الآية 6 وقوله تعالى : { والنجم والشجر يسجدان } : { والنجم والشجر } ]{[20246]} يحتمل وجهين :
أحدهما : الكواكب ، فإن كان هو المراد فكأنه يقول : يسجد له ما به زينة الدنيا و ما به زينة الأرض ، وهي الكواكب ، وهي الأشجار .
[ والثاني ]{[20247]} : يحتمل النجم كل نبت ينبت في الأرض ، لا ساق له ، والشجر هو الذي له ساق ؛ كأنه يقول : يسجد له كل ما يظهر من الأرض ، ويخرج : ما ارتفع ، وعلا ، وما لم يرتفع .
أحدها : سجود خلقة ؛ قد جعل الله تعالى في خلقة كل شيء دلالة السجود له والشهادة له بالوحدانية .
والثاني : سجود هذه الأشياء الموات طاعتها له عن اضطرار وتسخير نحو قوله تعالى : { ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين } [ فصلت : 11 ] .
والثالث : سجود حقيقة ؛ يجعل الله في سرّيّة{[20248]} هذه الأشياء معنى تسجد{[20249]} به لله تعالى ، يعلمه هو ، ولا يعلمه غيره كقوله تعالى : { وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم } [ الإسراء : 44 ] .
وقال بعض الناس : سجودهما هو تمثيل ظلالهما كقوله تعالى : { يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله } [ النحل : 48 ] .
ثم لا يلزم السجود بتلاوة هذه الآية وأمثالها مما ذكر [ من ]{[20250]} سجود الموات وطاعتها لأنها موات ، ليست بأهل السجود ، وإنما سجودها عن اضطرار كل مخلوق في معناه في الدلالة على السجود .
وإنما يلزم السجود بتلاوة آيات ذكر فيها سجود من هو من أهل السجود ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.