تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِنَّهُۥ لَحَسۡرَةٌ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ} (50)

الآية 50 وقوله تعالى : { وإنه لحسرة على الكافرين } أي القرآن {[21989]} حسرة عليهم يوم القيامة لأنه شافع مشفع لمن اتبعه ، وعمل بما فيه ، وما حل مصدق ، ولمن نبذه وراء ظهره ، ولم يعمل به فهو حسرة عليهم ، لأنه يخاصمهم ، فيخصمهم ويشهد عليهم ، فيصدق [ في ]{[21990]}شهادته ، ويذكرون يوم القيامة معاملتهم بالقرآن ، فيندمون عليه ، ويزيدهم حسرة لأنهم إذ يتلى عليهم القرآن في الدنيا ازدادوا عند تلاوته ضلالا وكفرا ، وازدادوا به رجسا إلى رجسهم كما قال : { وأما الذين في قلبوهم مرض فزادهم رجسا إلى رجسهم } [ التوبة : 125 ] وهو ليس بسبب لازدياد الرجس ، ولكنهم كانوا يحدثون زيادة تكذيب وضلال عند التلاوة ، فأضيفت الزيادة إلى القرآن ، إذ كان القرآن ، هو الذي يحملهم على زيادة التكذيب .

فهذه المعاملة تزيدهم حسرة يوم القيامة ، فأضيفت إلى القرآن ، إذ كان القرآن هو الذي عنده [ ما ]{[21991]} وقعوا فيه كما أضيف الرجس إليه ، والله أعلم .


[21989]:في الأصل وم: العذاب.
[21990]:من م، ساقطة من الأصل.
[21991]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل وم.