وقوله تعالى : ( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ ) بالتخلف ( حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ) أي يطلعك الله على نفاقهم ، فيكون ذلك آية من آيات النبوة[ من م ، في الأصل : الله ] : إن لم اذن لهم بالتخلف ، أو إن تأذن[ أدرج قبلها في الأصل وم : لم ] لهم يتبين لك نفاقهم ؛ لأنهم يتخلفون ، ويفارقونك ، وإن لم تأذن لهم ، والذين صدقوا لا يقارقونك ؛ فيتبين هؤلاء من هؤلاء ، ويظهر كذب هؤلاء من صدق هؤلاء المؤمنين .
وفي قوله : ( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ ) دلالة أن النبي إنما أذن لهم بالتخلف بلا أمر . وفيه دلالة العمل بالاجتهاد لأنه لو كان أذن لهم بالتخلف بالأمر لم تكن إجابته على الإذن . دل أنه إنما أذن لهم بالتخلف بالاجتهاد لما ظن أنهم غنما يستأذنونه بالقعود للعدو .
فإن قيل : كيف عاتب رسوله بما أذن لهم بالقعود ، وقد أخبر أنه إنما كان يحكم بما أراه الله بقوله : ( لتحكم بين الناس بما أراك الله )[ النساء : 105 ] قيل : يحتمل أنه إنما عاتبه على ترك [ الأفضل لأن ترك ][ من م ، ساقطة من الأصل ] الإذن لهم بالقعود أفضل من الإذن ؛ إذ به يتبين له الصادق من الكاذب ، ويكون فيه آية من آيات الرسالة . ويجوز أن يعاتب على ترك الأفضل .
ويحتمل أن يكون قوله : ( عفا الله عنك لم أذنت لهم ) تعليما من الله أن كيف يعامل الناس بعضهم بعضا ؟ ليس على العتاب .
ومن الناس من استدل على تفضيل رسول الله على غيره من الأنبياء ، صلوات الله عليهم ، بهذه الآية لأنه يذكر العفو ، وكذلك في جميع ما ذكر من العتاب لم يذكر زلته ، وذكر في سائر الأنبياء الزلات .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.