وقوله عز وجل : { عَفَا الله عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } [ التوبة : 43 ] هذه الآيةُ هي في صِنْفٍ مُبَالِغٍ في النفاق ، استأذنوا دون اعتذار ، منهم : الجَدُّ بْنُ قَيْسٍ وَرِفَاعَةُ بْنُ التابوت وَمنِ اتبعهم ؛ قال مجاهدٌ : وذلك أَنَّ بعضهم قال : نَسْتَأْذنه ، فإِن أَذِنَ في القعودِ قعدنا ، وَإِلاَّ قعدنا ، وقَدَّم له العَفْوَ قبل العتاب : إِكراماً له صلى الله عليه وسلم ، وقالت فرقة : بل قوله سبحانه : { عَفَا الله عَنكَ } استفتاح كلامٍ كما تقولُ : أصْلَحَكَ اللَّهُ ، وأَعَزَّكَ اللَّهُ ، ولم يكنْ منه عليه السلام ذَنْبٌ يعفَى عنه ؛ لأن صورة الاستنفار وقَبُول الأَعْذَار مصروفةٌ إِلى اجتهاده .
وقوله : { حتى يَتَبَيَّنَ لَكَ الذين صَدَقُوا } .
يريد : في استئذانك ، وأنك لو لم تأذن لهم ، خرجوا معك .
وقوله : { وَتَعْلَمَ الكاذبين } ، أي : بمخالفتكَ ، لَوْ لم تأذن ؛ لأنهم عَزَمُوا على العِصْيَان ، أذنتَ لهم أو لم تأذن ، وقال الطبريُّ : معناه : حتى تعلم الصَّادقين ؛ في أَنَّ لهم عُذْراً ، والكاذبين ، في أن لا عُذْرَ لهم ، والأول أصْوبُ ، واللَّه أعلم ، وأمَّا قوله سبحانه : في سورة النور : { فَإِذَا استئذنوك لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ } [ النور : 62 ] الآية ، ففي غزوة الخندَقِ نزلَتْ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.