تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّـٰتِ عَدۡنٖۚ وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (72)

وقوله تعالى : ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ) .

وقوله تعالى : ( وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ) أي رضا الله عنهم أكبر من كل ما أعطاهم لأن فيه حياة الروح ولذته ، وما أعطاهم من الجنة والمساكن الطيبة في حياة الجسد ؛ لأنه لا تؤثر زيادة في الجسد .

وكذلك العز والحمد وذكره[ الهاء ساقطة من الأصل وم ] الحسن : فيه حياة الروح ولذته ؛ إذ ليس فيه زيادة في الجسد إنما هو فرح وسرور ، يدخل فيه . وإذا أصابهم شيء من الذل وسمع مكروها ، حزن ، واهتم من غير أن يتألم جسده أو يجد ألما وشدة في نفسه ، وذلك لما أصاب روحه ولم[ الواو ساقطة من الأصل وم ] يصب جسده .

وأصله أن العمل في الدنيا لطلب مرضاة الله ومرضاته أكبر من العمل يطلب ثوابه لأن العمل لطلب الثواب أمر له . فالذي قام بأداء ما عليه أعظم درجة وأكبر فضلا من الذين قام بعمل ما له [ ثواب ][ ساقطة من الأصل وم ] لأن كل واحد يعمل ما له [ ثواب ] [ ساقطة من الأصل وم ] وله فيه نفع . ولا كل أحد يعمل لغيره . لذلك كان ما ذكر .

وقوله تعالى : ( ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) لأنه فوز ونجاة لا خوف بعده ولا هوان ولا ذل .