النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلَّآ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَٱخۡتَلَفُواْۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡ فِيمَا فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (19)

قوله عز وجل : { وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدةً } في الناس هاهنا أربعة أقاويل :

أحدها : أنه آدم عليه السلام ، قاله مجاهد والسدي .

الثاني : أنهم أهل السفينة ، قاله الضحاك .

الثالث : أنهم من كان على عهد إبراهيم عليه السلام ، قاله الكلبي{[1313]} .

الرابع : أنه بنو آدم ، قاله أُبي بن كعب .

وفي قوله تعالى : { إِِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً } ثلاثة أوجه :

أحدها : على الإسلام حتى اختلفوا ، قاله ابن عباس وأُبي بن كعب .

الثاني : على الكفر حتى بعث الله تعالى الرسل ، وهذا قول قد روي عن ابن عباس أيضاً .

الثالث : على دين واحد ، قاله الضحاك .

{ فاخْتَلَفُواْ } فيه وجهان :

أحدهما : فاختلفوا في الدين فمؤمن وكافر ، قاله أُبيّ بن كعب . الثاني : هو اختلاف بني بن آدم حين قَتل قابيل أخاه هابيل ، قاله مجاهد .

{ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } فيه وجهان :

أحدهما : ولولا كلمة سبقت من ربك في تأجيلهم إلى يوم القيامة لقضي بينهم من تعجيل العذاب في الدنيا ، قاله السدي .

الثاني : ولولا كلمة سبقت من ربك في أن لا يعاجل العصاة إنعاماً منه يبتليهم به لقضي بينهم فيما فيه يختلفون بأن يضطرهم إلى معرفة المحق من المبطل ، قاله عليّ بن عيسى .


[1313]:سقط من ق.