قوله : { وَمَا كَانَ الناس إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فاختلفوا } قد تقدّم تفسيره في البقرة . والمعنى : أن الناس ما كانوا جميعاً إلا أمة واحدة موحدة لله سبحانه ، مؤمنة به ، فصار البعض كافراً وبقي البعض الآخر مؤمناً ، فخالف بعضهم بعضاً . وقال الزجاج : هم العرب كانوا على الشرك . وقال : كل مولود يولد على الفطرة ، فاختلفوا عند البلوغ ، والأوّل أظهر . وليس المراد أن كل طائفة أحدثت ملة من ملل الكفر مخالفة للأخرى ، بل المراد : كفر البعض وبقي البعض على التوحيد ، كما قدّمنا : { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبّكَ } وهي : أنه سبحانه لا يقضى بينهم فيما اختلفوا فيه إلا يوم القيامة { لَّقُضِىَ بِيْنَهُمْ } في الدنيا { فِيمَا } هم { فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } لكنه قد امتنع ذلك بالكلمة التي لا تتخلف ، وقيل معنى : { لَّقُضِىَ بِيْنَهُمْ } بإقامة الساعة عليهم ، وقيل : لفرغ من هلاكهم . وقيل : الكلمة : إن الله أمهل هذه الأمة فلا يهلكهم بالعذاب في الدنيا . وقيل : الكلمة : أنه لا يأخذ أحداً إلا بحجة ، وهي إرسال الرسل كما قال تعالى : { وَمَا كُنَّا مُعَذّبِينَ حتى نَبْعَث رَسُولاً } . وقيل : الكلمة : قوله «سبقت رحمتي غضبي » . وقرأ عيسى بن عمر : «لقضي » بالبناء للفاعل . وقرأ من عداه بالبناء للمفعول .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.