محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلَّآ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَٱخۡتَلَفُواْۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡ فِيمَا فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (19)

ثم أشار تعالى إلى أن التوحيد والإسلام ملة قديمة كان عليها الناس أجمع ، فطرة وتشريعا ، بقوله تعالى :

[ 19 ] { وما كان الناس إلا أمة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون 19 } .

{ وما كان الناس إلا أمة واحدة } أي حنفاء متفقين على ملة واحدة ، وهي فطرة الإسلام والتوحيد التي فطر عليها كل أحد { فاختلفوا } باتباع الهوى وعبادة الأصنام ، فالشرك وفروعه جهالات ابتدعها الغواة صرفا للناس عن وجهة التوحيد ، ولذلك بعث الله الرسل بآياته وحججه البالغة ليهلك{[4721]} من هلك عن بيّنة ، ويحيى من حيّ عن بيّنة { ولولا / كلمة سبقت من ربك } أي بتأخير الحكم بينهم إلى يوم القيامة { لقضي بينهم } أي عاجلا { فيما فيه يختلفون } بتمييز الحق من الباطل ، بإبقاء المحق ، وإهلاك المبطل .


[4721]:[8 / الأنفال / 42].