غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَمَا كَانَ ٱلنَّاسُ إِلَّآ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ فَٱخۡتَلَفُواْۚ وَلَوۡلَا كَلِمَةٞ سَبَقَتۡ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيۡنَهُمۡ فِيمَا فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ} (19)

11

ثم بيّن أن عبادة الأصنام بدعة وأن الناس - يعني العرب أو البشر كلهم - كانوا على الدين الحق فاختلفوا . وقد مر تفسير مثله في سورة البقرة في قوله : { كان الناس أمة واحدة } [ الآية : 213 ] والمقصود هاهنا تقبيح صورة الشرك وعبادة الأصنام من دون الله في أعينهم ، وتنفير طباعهم عن مثل هذا الأمر المستحدث الفظيع { ولولا كلمة سبقت من ربك } من بناء أمر الثواب والعقاب على التكليف لا على الإلجاء والقسر ، أو من تأخير الحكم بينهم إلى يوم القيامة ، أو من قوله : «سبقت رحمتي غضبي » { لقضى بينهم } عاجلاً ولميز المحق من المبطل .