النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{لِلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱلَّذِينَ لَمۡ يَسۡتَجِيبُواْ لَهُۥ لَوۡ أَنَّ لَهُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا وَمِثۡلَهُۥ مَعَهُۥ لَٱفۡتَدَوۡاْ بِهِۦٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ سُوٓءُ ٱلۡحِسَابِ وَمَأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ وَبِئۡسَ ٱلۡمِهَادُ} (18)

قوله عز وجل : { للذين استجابوا لربهم الحسنى } فيها تأويلان :

أحدهما : الجنة ، رواه أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم .

الثاني : أنها الحياة والرزق ، قاله مجاهد .

ويحتمل تأويلاً ثالثاً : أن تكون مضاعفة الحسنات{[1616]} .

{ والذين لم يستجيبوا له لو أن لهم ما في الأرض جميعاًَ ومثلَهُ معه لافتدوا به أولئك لهم سوء الحساب } .

[ في { سوء الحساب{[1617]} } ] أربعة تأويلات :

أحدها : أن يؤاخذوا بجميع ذنوبهم فلا يعفى لهم عن شيء منها ، قاله إبراهيم النخعي . وقالت عائشة رضي الله عنها : من نوقش الحساب هلك .

الثاني : أنه المناقشة في الأعمال ، قاله أبو الجوزاء .

الثالث : أنه التقريع والتوبيخ ، حكاه ابن عيسى .

الرابع : هو أن لا تقبل حسناتهم فلا تغفر سيئاتهم{[1618]} .

ويحتمل خامساً : أن يكون سوء الحساب ما أفضى إليه حسابهم من السوء وهو العقاب .


[1616]:سقط من ق.
[1617]:عبارة اقتضاها السباق.
[1618]:سقط من ق.