وقوله تعالى : ( لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ ) أي أجابوا ربهم في ما دعاهم إليه . وإنما دعاهم إلى السبب الذي يوجب لهم دار السلام وهي الجنة لقوله : ( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم )[ يونس : 25 ] دعاهم إلى دار السلام ، ومكن لهم من الإجابة له والرد . فمن أجابه في ما دعاه كان له دار السلام والحسنى الذي ذكر .
ومن رد دعاءه كان له النار ودار الهوان . فأيهما اختار [ فله ][ ساقطة من الأصل وم ] الموعود الذي وعد ؛ إن اختار إجابته [ إلى ][ ساقطة من الأصل وم ] ما دعاه فله النعيم الدائم الذي وعد ودار[ الواو ساقطة من الأصل وم ] السلام ، وإن اختار الرد وترك إجابة فله ما وعد من العذاب الدائم والهوان .
والأمثال التي ذكر أنها ( للذين استجابوا لربهم الحسنى ) هي[ في الأصل وم : هو ] هكذا للمؤمنين ، لأنهم هم المنتفعون بها .
وكذلك ما ذكر من القرآن ( وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين )[ النمل : 77 ] وأما على أهل الكفر فهو عمى وضلال ، وكذلك قوله : ( ويشفي صدور قوم مؤمنين )[ التوبة : 14 ] وأما قلوب الكفرة ( فزادتهم رجسا إلى رجسهم )[ التوبة : 125 ] وقوله[ في الأصل وم : و ] ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا )[ البقرة : 10 ] وأمثاله .
وقوله تعالى : ( لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ ) أي ضعفه معه ( لافْتَدَوْا بِهِ ) يذكر هذا ، والله أعلم : أن الذي[ في الأصل وم : الذين ] كان يمنعهم عن الإجابة إلى ما دعاهم إليه رغبتهم في الدنيا وميلهم إليها ، يتمنون بما يحل فيهم من العذاب والشدائد أن يكون لهم ما في الأرض جميعا أن يفتدوا به .
[ وقوله تعالى ][ ساقطة من الأصل وم ] : ( أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ ) أي[ من م ، في الأصل : أو ] يحاسبون حسابا يسوؤهم لأن حسناتهم التي عملوه وطمعوا بالانتفاع بها لم تنفعهم ، بل صارت كالسراب الذي ( يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا )[ النور : 39 ] ولم يتجاوز عن سيئاتهم ( ومأواهم جهنم وبئس المهاد ) الذي يأوون إليه ، هو ( جهنم وبئس المهاد ) لم يسوؤهم ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.