النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ أُكُلُهَا دَآئِمٞ وَظِلُّهَاۚ تِلۡكَ عُقۡبَى ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْۚ وَّعُقۡبَى ٱلۡكَٰفِرِينَ ٱلنَّارُ} (35)

قوله عز وجل : { مثل الجنة التي وُعِدَ المتقون } فيه قولان :

أحدهما : يشبه الجنة ، قاله علي بن عيسى .

الثاني : نعت الجنة لأنه ليس للجنة مثل ، قاله عكرمة .

{ تجري من تحتها الأنهار أكُلُها دائم } فيه وجهان :

أحدهما : ثمرها غير منقطع ، قاله القاسم بن يحيى .

الثاني : لذتها في الأفواه باقية ، قاله إبراهيم التيمي .

ويحتمل ثالثاً : لا تمل من شبع ولا مرباد لمجاعة{[1624]} .

{ وظلها }{[1625]} يحتمل وجهين :

أحدهما : دائم البقاء .

الثاني : دائم اللذة{[1626]} .


[1624]:هكذا في ك فليتأمل. وقد سقط هذا القول من ق ولذا تعذر معرفة الكلمة قيل الأخيرة ولعلها "تراد".
[1625]:أي وظلها دائم كذلك فالخبر محذوف.
[1626]:في هذا رد على الجهمية الذين قالوا أن نعيم الجنة يغني. وهذه الآية دليل قاطع على عدم فنائه.