الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{۞مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُۖ أُكُلُهَا دَآئِمٞ وَظِلُّهَاۚ تِلۡكَ عُقۡبَى ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْۚ وَّعُقۡبَى ٱلۡكَٰفِرِينَ ٱلنَّارُ} (35)

أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن عكرمة - رضي الله عنه - في قوله { مثل الجنة } قال : نعت الجنة ، ليس للجنة مثل .

وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ، عن إبراهيم التيمي - رضي الله عنه - في قوله { أكلها دائم } قال : لذتها دائمة في أفواههم .

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ ، عن خارجة بن مصعب - رضي الله عنه - قال : كفرت الجهمية بآيات من القرآن ، قالوا : إن الجنة تنفد ، ومن قال تنفد فقد كفر بالقرآن . قال الله تعالى { إن هذا لرزقنا ما له من نفاد } ( سورة ص ، آية 54 ) وقال : { لا مقطوعة ولا ممنوعة } ( سورة الواقعة ، آية 33 ) فمن قال إنها تنقطع فقد كفر . وقال : { عطاء غير مجذوذ } ، فمن قال أنها تنقطع فقد كفر . وقال { أكلها دائم وظلها } فمن قال أنها لا تدوم ، فقد كفر .

وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ ، عن مالك بن أنس - رضي الله عنه - قال : ما من شيء من ثمار الدنيا أشبه بثمار الجنة من الموز ، لأنك لا تطلبه في صيف ولا شتاء إلا وجدته . قال الله تعالى { أكلها دائم } .