النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ} (39)

قوله عز وجل : { يمحو الله ما يشاء ويثبت } فيه سبعة تأويلات :

أحدها : يمحو الله ما يشاء من أمور عباده فيغيره إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يغيران ، قاله ابن عباس .

الثاني : يمحو الله ما يشاء ويثبت ما يشاء في كتاب سوى أُم الكتاب ، وهما كتابان أحدهما : أم الكتاب لا يغيره ولا يمحو منه شيئاً كما أراد ، قاله عكرمة .

الثالث : أن الله عز وجل ينسخ ما يشاء من أحكام كتابه ، ويثبت ما يشاء منها فلا ينسخه ، قاله قتادة وابن زيد .

الرابع : أنه يمحو مَنْ قد جاء أجلُه ويثبت من لم يأت أجلُه ، قاله الحسن .

الخامس : يغفر ما يشاء من ذنوب عباده ، ويترك ما يشاء فلا يغفره ، قاله سعيد بن جبير .

السادس : أنه الرجل يقدم الطاعة ثم يختمها بالمعصية فتمحو ما قد سلف ، والرجل يقدم المعصية ثم يختمها بالطاعة فتمحو ما قد سلف ، وهذا القول مأثور عن ابن عباس أيضاً .

السابع : أن الحفظة من الملائكة يرفعون جميع أقواله وأفعاله ، فيمحو الله عز وجل منها ما ليس فيه ثواب ولا عقاب ، ويثبت ما فيه الثواب والعقاب ، قاله الضحاك .

{ وعنده أم الكتاب } فيه ستة تأويلات :

أحدها : الحلال والحرام ، قاله الحسن .

الثاني : جملة الكتاب ، قاله الضحاك .

الثالث : هو علم الله تعالى بما خلق وما هو خالق ، قاله كعب الأحبار .

الرابع : هو الذكر ، قاله ابن عباس .

الخامس : أنه الكتاب الذي لا يبدل ، قاله السدي .

السادس : أنه أصل الكتاب في اللوح المحفوظ ، قاله عكرمة .