النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{الٓرۚ كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ} (1)

مقدمة السورة:

مكية كلها في قول الحسن وعكرمة وجابر . وقال ابن عباس وقتادة : إلا آيتين منها{[1]} مدنية وهي " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا " والتي بعدها{[2]} .

{ الر كتاب أنزلناه إليك } يعني القرآن .

{ لتُخرِجَ الناسَ مِن الظلماتِ إلى النُّور } فيه أربعة أوجه :

أحدها : من الشك إلى اليقين .

الثاني : من البدعة إلى السنّة .

الثالث : من الضلالة إلى الهدى

الرابع : من الكفر إلى الإيمان

{ بإذن ربهم } فيه وجهان :

أحدهما : بأمر ربهم ، قاله الضحاك .

الثاني : بعلم ربهم .

{ إلى صراط العزيز الحميد } فروى مِقْسم عن ابن عباس قال : كان قوم آمنوا بعيسى ، وقوم كفروا به ، فلما بعث محمد صلى الله عليه وسلم آمن به الذين كفروا بعيسى ، وكفر به الذين آمنوا بعيسى ، فنزلت هذه الآية{[1631]} .


[1]:- ذكر العلماء لفاتحة الكتاب اثنى عشر اسما هي: فاتحة الكتاب وأم القرآن وأم الكتاب وسورة الصلاة وسورة الحمد والسبع المثاني والقرآن العظيم والشفاء والرقية والأساس والوافية والكافية، والحديث عند أبي داود رقم 1457 والترمذي رقم 3320.
[2]:- آية 4 الزخرف.
[1631]:نقليب ذلك القرطبي عن المؤلف، انظر تفسيره 9/338.