النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ} (253)

{ تِلْكَ{[403]} الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } فيه وجهان :

أحدهما : في الآخرة ، لتفاضلهم في الأعمال ، وتحمل الأثقال .

والثاني : في الدنيا بأن جعل بعضهم خليلاً ، وبعضهم كليماً ، وبعضهم مَلِكاً ، وسَخَّر لبعضهم الريح والشياطين ، وأحيا ببعضهم الموتى ، وأبرأ الأكمه ، والأبرص .

ويحتمل وجهاً ثالثاً : بالشرائع ، فمنهم من شرع ، ومنهم من لم يشرع .

{ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } فيه وجهان :

أحدهما : أن أوحى إلى بعضهم في منامه ، وأرسل إلى بعضهم الملائكة في يقظته .

والثاني : أن بعث بعضهم إلى قومه ، وبعث بعضهم إلى كافة الناس .

{ وَءَاتَينَا عيسَى ابْنَ مَرْيَم الْبَيِّنَاتِ } فيه وجهان :

أحدهما : الحُجَجُ الواضحة ، والبراهين القاهرة .

والثاني : أن خلقه من غير ذكر .

{ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ } فيه وجهان :

أحدهما : بجبريل .

والثاني : بأن نفخ فيه من رُوحه .

{ وَلَو شَآءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ } فيه وجهان :

أحدهما : ولو شاء الله ما أمر بالقتال بعد وضوح الحجة .

والثاني : ولو شاء الله لاضطرهم إلى الإيمان ، ولما حصل فهيم خيار .


[403]:- آية 253 من سورة البقرة سقطت هي وتفسيرها من ق.