قوله تعالى : { لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ } فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أن ذلك في أهل الكتاب ، لا يُكْرَهُون{[410]} على الدين إذا بذلوا الجزية ، قاله قتادة .
والثاني : أنها نزلت في الأنصار خاصة ، كانت المرأة منهم تكون مِقْلاَةً لا يعيش لها ولد ، فتجعل على نفسها ، إن عاش لها ولد أن تهوّده ، ترجو به طول العمر ، وهذا قبل الإسلام ، فلما أجلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير ، كان فيهم من أبناء الأنصار ، فقالت الأنصار : كيف نصنع بأبنائنا ؟ فنزلت هذه الآية ، قاله ابن عباس .
والثالث : أنها منسوخة بفرض القتال ، قاله ابن زيد .
{ فَمَن يَكْفُرُ بِالطَّاغُوتِ } فيه سبعة أقوال :
أحدها : أنه الشيطان وهو قول عمر بن الخطاب .
والثاني : أنه الساحر ، وهو قول أبي العالية .
والثالث : الكاهن ، وهو قول سعيد بن جبير .
والخامس : مَرَدَة الإنس والجن .
والسادس : أنه كل ذي طغيان طغى على الله ، فيعبد من دونه ، إما بقهر منه لمن عبده ، أو بطاعة له ، سواء كان المعبود إنساناً أو صنماً ، وهذا قول أبي جعفر الطبري .
والسابع{[411]} : أنها النفس لطغيانها فيما تأمر به من السوء ، كما قال تعالى :
{ إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ }{[412]} .
واختلفوا في { الطَّاغُوتِ } على وجهين :
أحدهما : أنه اسم أعجمي معرّب ، يقع على الواحد والجماعة .
والثاني : أنه اسم عربي مشتق من الطاغية ، قاله ابن بحر{[413]} .
{ وَيُؤْمِن بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } فيها أربعة أوجه :
أحدها : هي الإيمان الله{[414]} ، وهو قول مجاهد .
والرابع : القرآن ، قاله السدي .
{ لاَ انفِصَامَ لَهَا } فيه قولان :
أحدهما : لا انقطاع لها ، قاله السدي .
والثاني : لا انكسار{[415]} لها ، وأصل الفصم : الصدع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.