الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞تِلۡكَ ٱلرُّسُلُ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۘ مِّنۡهُم مَّن كَلَّمَ ٱللَّهُۖ وَرَفَعَ بَعۡضَهُمۡ دَرَجَٰتٖۚ وَءَاتَيۡنَا عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَأَيَّدۡنَٰهُ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِۗ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلَ ٱلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُ وَلَٰكِنِ ٱخۡتَلَفُواْ فَمِنۡهُم مَّنۡ ءَامَنَ وَمِنۡهُم مَّن كَفَرَۚ وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا ٱقۡتَتَلُواْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَفۡعَلُ مَا يُرِيدُ} (253)

قوله : ( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا/بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) [ 251 ] .

" تلك " إشارة إلى من تقدم ذكره من الرسل : موسى( {[8226]} ) وإبراهيم ويعقوب وإسماعيل وإسحاق وداود( {[8227]} ) ممن تضمنه ما تقدم .

قال أبو( {[8228]} ) هريرة : " خير ولد آدم : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم وهم أولوا العزم( {[8229]} ) " ( مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ ) هو موسى ، ورفع بعضهم درجات : هو( {[8230]} ) محمد صلى الله عليه وسلم أرسله إلى الناس كافة ، وكلمته الشجرة ، وانشق له القمر وأطعم الخلق الكثير من اليسير من الطعام في أشباه لهذا لا تحصى ، رفع الله بها درجة محمد صلى الله عليه [ وسلم ]( {[8231]} ) .

وروى أبو موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أُعْطِيتُ خَمْساً/لَمْ يُعْطَهُنَّ [ أَحَدٌ كَانَ( {[8232]} ) قَبْلِي : بُعِثْتُ إِلَى( {[8233]} ) الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، وَجُعِلَتْ لِي الأَرْضُ مَسْجِداً وَطَهُوراً وَأُحِلَّتْ لِي الغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِل لِنَبِيٍّ كَانَ قَبْلِي وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ ، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نَبِيٍ إِلاَّ قَدْ سَأَلَ الشَّفَاعَةَ( {[8234]} ) وَإِنِّي أَخَّرْتُ شَفَاعَتِي فَجَعَلْتُهَا لِمَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً( {[8235]} ) " .

قوله : ( وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ ) [ 251 ] .

أي أعطيناه الحجج الدالة على نبوته ، وهي : إبراء الأكمه( {[8236]} ) ، وإحياء الموتى ونفخه في الطين فيكون( {[8237]} ) طائراً ، وشبه( {[8238]} ) ذلك .

( وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ القُدُسِ ) [ 251 ] .

أي قويناه بجبريل( {[8239]} ) ، وقد تقدم الاختلاف في روح القدس( {[8240]} ) .

وهو جبريل عند الضحاك وغيره( {[8241]} ) .

قوله : ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الذِينَ مِن بَعْدِهِم ) [ 251 ] .

أي من( {[8242]} ) بعد الرسل .

وقال قتادة : " من بعد [ عيسى وموسى( {[8243]} ) صلى الله على محمد وعليهما [ و( {[8244]} )سلم خاصة( {[8245]} ) . " وهو قول الربيع( {[8246]} ) .

( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا ) [ 251 ] .

أي لحجزهم( {[8247]} ) عن القتال ومنعهم منه .

( وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ ) [ 251 ] .

أي يوفق من يشاء فيطيع ، ويخذل من يشاء فيعصي .


[8226]:- سقط قوله: "موسى" "و" من ق.
[8227]:- سقط قوله: "وداود" من ع2، ق، ع3.
[8228]:- في ع2: أبا. وهو خطأ.
[8229]:- انظر تفسير القرطبي: 3/263.
[8230]:- في ع3: وهو.
[8231]:- انظر تفسير القرطبي 3/265، وما بين المعقوفتين ساقط من ع1.
[8232]:- في ق: أحد كان من. وفي ع3: أحداً كان.
[8233]:- سقط من ع2.
[8234]:- قوله: "وإنه ليس...الشفاعة" ساقط من ع3.
[8235]:- انظر مجمع الزوائد 8/258، ورواه الحاكم وقال: "صحيح على شطرهما ولم يخرجاه بهذه السياقة، وإنما أخرجا ألفاظاً من الحديث متفرقة، ووافقه الذهبي". راجع المستدرك 2/424.
[8236]:- في ع3: الأكمه والأبرص.
[8237]:- في ق: فتكون. وهو تصحيف.
[8238]:- في ع3: شبهه.
[8239]:- في ح: جبريل صلى الله عليه وسلم.
[8240]:- انظر تفسير الآية 86. وقوله: "أي قويناه...القدس" ساقط من ق.
[8241]:- انظر: المحرر الوجيز 1/286، وتفسير القرطبي 2/24.
[8242]:- في ع2: ومن.
[8243]:- في ع2، ع3: موسى وعيسى.
[8244]:- تكملة ساقطة من ع1.
[8245]:- انظر: جامع البيان 5/380.
[8246]:- انظر: جامع البيان 5/381.
[8247]:- في ق: لحجزهم. وفي ع3: يحجزهم. وكلاهما تصحيف.