وقوله : { وَإِذْ فَرَقْنَا } متعلق بما تقدم من قوله : { اذكروا } وفرقنا : فلقنا ، وأصل الفرق : الفصل ، ومنه فرق الشعر ، وقرأ الزهري : «فرَّقنا » بالتشديد ، والباء في قوله : { بِكُمْ } قيل : هي بمعنى اللام ، أي : لكم . وقيل هي الباء السببية ، أي : فرقناه بسببكم . وقيل : إن الجار والمجرور في محل الحال ، أي : فرقناه متلبساً بكم ، والمراد ها هنا : أن فرق البحر كان بهم ، أي : بسبب دخولهم فيه ، أي : لما صاروا بين الماءين صار الفرق بهم . وأصل البحر في اللغة : الاتساع ، أطلق على البحر الذي هو مقابل البر ، لما فيه من الاتساع بالنسبة إلى النهر ، والخليج ، ويطلق على الماء المالح ، ومنه أبحر الماء : إذا ملح ، قال نصيب :
وقد عاد ماءُ الأرض بَحْراً فزادني *** إلى مَرَضي أن أبْحَرَ المَشْربُ العذْبُ
وقوله : { فأنجيناكم } أي : أخرجناكم منه . { وأغرقنا آل فرعون } فيه . وقوله : { وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ } في محل نصب على الحال ، أي : حال كونكم ناظرين إليهم بأبصاركم . وقيل : معناه : وأنتم تنظرون ، أي : ينظر بعضكم إلى البعض الآخر من السالكين في البحر ، وقيل : نظروا إلى أنفسهم ينجون ، وإلى آل فرعون يغرقون . والمراد بآل فرعون هنا : هو وقومه وأتباعه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.