الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِذۡ فَرَقۡنَا بِكُمُ ٱلۡبَحۡرَ فَأَنجَيۡنَٰكُمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ} (50)

أخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله { وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون } قال : أي والله لفرق بهم البحر حتى صار طريقا يبسا يمشون فيه ( فأنجيناكهم وأغرق آل فرعون ) [ البقرة : 50 ] عدوهم نعم من عند الله يعرفهم لكيما يشكروا ويعرفوا حقه .

وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والنسائي والبيهقي عن ابن عباس قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فرأى اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فقال : " ما هذا اليوم الذي تصومون ؟ قالوا : هذا يوم صالح نجى الله فيه بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن أحق بموسى منكم ، فصامه وأمر بصومه " .

وأخرج الطبراني وأبو نعيم في الحلية عن سعيد بن جبير . إن هرقل كتب إلى معاوية وقال : إن كان بقي فيهم شيء من النبوة فسيخبرني عما أسألهم عنه . قال : وكتب إليه يسأله عن المجرة ، وعن القوس ، وعن البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة واحدة ، قال : فلما أتى معاوية الكتاب والرسول قال : إن هذا شيء مل كنت آبه له أن أسأل عنه إلى يومي هذا ، من لهذا ؟ قالوا : ابن عباس . وطوى معاوية كتاب هرقل وبعثه إلى ابن عباس ، فكتب إليه : إن القوس أمان لأهل الأرض من الغرق ، والمجرة باب السماء الذي تشق منه ، وأما البقعة التي لم تصبها الشمس إلا ساعة من نهار فالبحر الذي أفرج عن بني إسرائيل .

وأخرج أبو يعلى وابن مردويه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " فلق البحر لبني إسرائيل يوم عاشوراء " .