فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِذۡ فَرَقۡنَا بِكُمُ ٱلۡبَحۡرَ فَأَنجَيۡنَٰكُمۡ وَأَغۡرَقۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ وَأَنتُمۡ تَنظُرُونَ} (50)

49

{ فرقنا } فصلنا وفلقنا وجعلنا منه فرقا

{ أغرقنا } رسبناهم في الماء وغمرناهم به فأمتناهم

{ وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون } واذكروا وقت تخليصكم من تسلط عدوكم فلم تنعموا بمجرد فكاكم وإنما صنعنا معجزة لم نجرها إلا على يد نبيكم فكان خلاصهم بانشطار البحر وتفرق صفحته لتنحسر عنهم طريق أيبسناه لمروركم { . . فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم }{[274]} { . . فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا . . }{[275]} وعظمت منة المولى الحميد المجيد إذ هم موسى – على ما روى- أن يضرب البحر بعصاه بعد أن تجاوزه ومن معه ليلتئم قبل أن يدركهم فرعون وجنده فناداه مولاه : { واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون }{[276]} فأزلف الحكيم وقرب الجند الخاطئين من مهلكهم ، واندفعوا يقدمهم فرعون إلى حتفهم ونهايتهم والإسرائيليون على الشاطئ يرون ما فعل الله بالجبارين وشيعهم .


[274]:سورة الشعراء الآيتان 16-17.
[275]:سورة طه من الآية 77.
[276]:سورة الدخان الآية 24.