قوله : ( وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ البَحْرَ ) [ 49 ] .
أي جعلناه اثني( {[1958]} ) عشر طريقاً على عدد( {[1959]} ) الأسباط . ولما أتى موسى صلى الله عليه وسلم( {[1960]} ) البحر كناه أبا خالد وضربه ، فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم ، أي كالجبل( {[1961]} ) العظيم .
( وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ) [ 49 ] . قيل( {[1962]} ) : إنهم كانوا ينظرون إلى آل فرعون يغرقون وهم ينجون( {[1963]} ) .
وقيل : أخرجوا لهم حتى رأوهم( {[1964]} ) .
وقيل : كانوا ينظرون انفلاق( {[1965]} ) البحر لهم( {[1966]} ) .
وقال الفراء : " تنظرون : تعلمون( {[1967]} ) " ، واستبعد أن ينظروا إليهم في ذلك الوقت لأنهم كانوا في شغل عن ذلك( {[1968]} ) .
وكان فرعون قد خرج في طلب موسى صلى الله عليه وسلم في سبعين ألفاً( {[1969]} ) من دُهْم الخيل خاصة ، وموسى صلى الله عليه وسلم بين يديه حتى قابله البحر ، فقال أصحاب موسى : ( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ )( {[1970]} ) . قال موسى صلى الله عليه وسلم : كلا إن معي ربي سيهديني للنجاة قد وَعَدني ذلك ، وهو لا يخلف الميعاد . وكان قد أوحى الله إلى موسى صلى الله عليه وسلم( {[1971]} ) أن أضرب بعصاك البحر ، وأمر البحر أن ينفلق إذا ضربه موسى صلى الله عليه وسلم( {[1972]} ) فبات( {[1973]} ) البحر يضرب بعضه بعضا فرقاً من الله تعالى ، فضربه موسى صلى الله عليه وسلم( {[1974]} ) بالعصا فانفلق فسلك موسى صلى الله عليه وسلم/ ببني إسرائيل وأتبعه فرعون وجنوده . ولما أتى فرعون في أثر موسى صلى الله عليه وسلم( {[1975]} ) وهو على حصان فأراد الدخول فهرب( {[1976]} ) الحصان من البحر فعرض له جبريل( {[1977]} ) على فرس أنثى فقربها منه فشمها( {[1978]} ) ثم تقدم معها [ الحصان عليه فرعون حتى دخل ، ثم دخل آل( {[1979]} ) فرعون في أثره ، وجبريل صلى الله عليه وسلم أمامه( {[1980]} ) ] ، وميكائيل من وراء القوم على فرس يستحثهم حتى إذا فصل جبريل من البحر ليس قدامه أحد . وبقي ميكائيل من الناحية الأخرى ليس خلقه أحد طبق عليهم البحر . فلما رأى فرعون ما رأى نادى : ( لاَ إِلَهَ إِلاَّ الذِي ءَامَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ )( {[1981]} ) وكان ذلك يوم عاشوراء( {[1982]} ) .
وروي عن ابن عباس أن موسى صلى الله عليه وسلم ليلاً كما قال تعالى : ( فَاسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً )[ الدخان : 22 ] ، فأتبعه فرعون في ألف ألف حصان سوى الإناث ، وكان موسى( {[1983]} ) صلى الله عليه وسلم في ستمائة ألف فاحتقرهم فرعون ، وقال حين اطلع عليهم : ( إِنَّ هَؤُلاَءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ ) [ الشعراء : 54 ] [ الثلاث الآيات ]( {[1984]} ) ، ولما دخلوا البحر( {[1985]} ) وتفرق كل سبط على طريق ، قال السبط الذين( {[1986]} ) مع موسى صلى الله عليه وسلم لموسى( {[1987]} ) : أين أصحابنا ؟ قال( {[1988]} ) : سيروا/ فإنهم على طريق مثل طريقكم ، قالوا : لا نرضى حتى نراهم( {[1989]} ) . قال موسى صلى الله عليه وسلم : اللهم أعِنِّي على أخلاقهم السيئة . فأوحى الله إلى موسى صلى الله عليه وسلم أن يزيد عصاه على البحر في الحيطان فصار فيه كوى( {[1990]} ) ينظر بعضهم إلى بعض( {[1991]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.