النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{۞فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلۡأَجَلَ وَسَارَ بِأَهۡلِهِۦٓ ءَانَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَارٗاۖ قَالَ لِأَهۡلِهِ ٱمۡكُثُوٓاْ إِنِّيٓ ءَانَسۡتُ نَارٗا لَّعَلِّيٓ ءَاتِيكُم مِّنۡهَا بِخَبَرٍ أَوۡ جَذۡوَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمۡ تَصۡطَلُونَ} (29)

قوله : { فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ } يعني العمل الذي شُرِطَ عليه .

{ وَسَارَ بِأَهْلِهِ } أي بزوجته .

{ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً } أي رأى ، وقد يعبر عن الرؤية بالعلم .

{ قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ } يحتمل وجهين :

أحدهما : بخبر الطريق الذي أراد قصده هل هو على صوبه أو منحرف عنه .

الثاني : بخبر النار التي رآها هل هي لخير يأنس به أو لشر يحذره .

{ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ } فيها أربعة أوجه :

أحدها : الجذوة أصل الشجرة فيها نار ، قاله قتادة .

الثاني : أنها عود في بعضه نار وليس في بعضه نار ، قاله الكلبي .

الثالث : أنها عود فيه نار ليس له لهب ، قاله زيد بن أسلم .

الرابع : أنها شهاب من نار ذي لهب ، قاله ابن عباس . قال الشاعر{[2135]} :

وألقي على قبس من النار جذوة *** شديدٌ عليها حميها والتهابها

{ لَعلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } أي تستدفئون .


[2135]:رواه ابن مقبل.