والفاءُ في قولِه تعالى : { فَلَمَّا قضى مُوسَى الأجل } فصيحةٌ ، أي فعقدا العقدينِ وباشر موسى ما التزمه فلما أتمَّ الأجلَ { وَسَارَ بِأَهْلِهِ } نحوَ مصرَ بإذنٍ من شُعيبٍ عليهما السَّلامُ . رُوي أنَّه عليه الصَّلاة والسَّلام قضَى أبعدَ الأجلينِ ومكثَ عنَدُه بعد ذلك عشرَ سنينَ ثمَّ عزمَ على العودِ إلى مصرَ فاستأذنَه في ذلكَ فأذنَ له فخرجَ بأهلِه { آنَسَ مِن جَانِبِ الطور } أي أبصرَ من الجهةِ التي تلي الطُّورَ { نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ امكثوا إِنّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِي آتِيكُمْ مّنْهَا بِخَبَرٍ } أي بخبرِ الطِّريقِ وقد كانُوا ضلُّوه { أَوْ جَذْوَةٍ } أي عُودٍ غليظٍ سواء كانتْ في رأسِه نارٌ أو لا ، قال قائلُهم :[ البسيط ]
باتتْ حواطبُ لَيْلَى يلتمسنَ لها *** جزلَ الجَذَى غيرَ خوَّارٍ ولا دعِرِ{[630]}
وألقى على قبْسٍ من النَّار جذوة *** شديداً عليها حرُّها والتهابُها
ولذلك بيَّن بقولِه تعالى { مِنَ النار } وقرئ بكسرِ الجيمِ وبضمِّها ، وكلَّها لغاتٌ { لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } أي تستدفئونَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.