النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةٗ مِّن دُونِكُمۡ لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ} (118)

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ } قيل إنها نزلت في قوم من المسلمين صافوا بعض المشركين من اليهود والمنافقين المودة لمصاحبة في الجاهلية فَنهوا عن ذلك .

والبطانة هم خاصة الرجل الذين يستبطنون أمره ، والأصل البطن ، ومنه بطانة الثوب لأنها تلي البطن .

{ لاَ يأْلُونَكُمْ خَبَالاً } أي لا يقصرون في أمركم . والخبال : النكال ، وأصله الفساد ومنه الخبل الجنون .

{ وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ } فيه تأويلان :

أحدهما : ودوا إضلالكم عن دينكم ، وهو قول السدي .

والثاني : ودوا أن تعنتوا في دينكم{[577]} أي تحملون على المشقة فيه ، وهو قول ابن جريج ، وأصل العنت المشقة{[578]} .

{ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } أي بدا منها ما يدل عليها .

{ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُم أَكْبَرُ } مما بدا .


[577]:- سقط من ك.
[578]:- سقط من ك.