قوله : ( يَأَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ . . ) [ 118 ] .
نهى( {[10689]} ) الله المؤمنين أن يتخذوا الكافرين والمنافقين أولياء في هذه الآية . والبطانة : الدخيلة( {[10690]} ) الذين يطلعهم الرجل على سره لأنهم كانوا لا يبقون غاية في التلبيس على المؤمنين ، فأمر الله المؤمنين ألا يداخلوهم .
وقيل : البطانة : الأصدقاء ، وقيل : للأخلاء ، والمعنى في ذلك متقارب ومعنى ( مِّن دُونِكُمْ ) أي : من دون أهل دينكم كما قال : ( فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ ) أي : على أهل دينكم .
( لاَ يَالُونَكُمْ( {[10691]} ) خَبَالاً( {[10692]} ) ) أي : لا يقصرون في السوء والشتات بينكم ، وهي البطانة المنهي عنها . ( وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ )( {[10693]} ) أي : يتمنون لكم العنت( {[10694]} ) والشر في أنفسكم ودينكم .
وقيل : " ودوا عَنَتكم ، أي : ما شق عليكم ، وما نزل( {[10695]} ) بكم من مكروه وضر( {[10696]} ) . وأصل هذا أن يقال : أكمة عنوت( {[10697]} ) : إذا كانت طويلة شاقة .
ويقال : عنت العظم : إذا انكسر بعد جبر ، ومنه قوله ( ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ [ مِنكُمْ ] )( {[10698]} ) أي( {[10699]} ) : المشقة( {[10700]} ) .
ونزلت هذه الآية في قوم من المسلمين كانوا يخالطون حلفاءهم من اليهود وأهل النفاق منهم ، ويصافونهم المودة قال ذلك ابن عباس( {[10701]} ) . فنهاهم الله أن يصادقوهم دون المؤمنين وأن يستهجوهم في شيء من أمر دينهم فإنهم لا يقصرون في الخبال والشر لهم( {[10702]} ) .
وأكثر أهل التفسير على أنها نزلت في النهي عن مصافاة اليهود والمنافقين ومخالطتهم ومصادقتهم وإنشاء الشر إليهم وأخبرهم أنهم يودون كفرهم وإضلالهم وما ينزل بهم من شر .
وقوله : ( وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ ) هو خبر مستأنف( {[10703]} ) وليس بحال من البطانة( {[10704]} ) .
وقد قيل : إن ( وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ ) صفة ثانية للبطانة والصفة الأولى ( لاَ يَالُونَكُمْ خَبَالاً )( {[10705]} ) .
( قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنَ اَفْوَاهِهِمْ ) أي : ظهرت بألسنتهم وهو إقامتهم على الكفر ، أو النفاق ، والذي تخفيه( {[10706]} ) صدورهم من البغضاء والعداوة لكم مما بدا لكم بألسنتهم ( قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ ) أي : العبارات( {[10707]} ) من أمر هؤلاء ( إِن كُنْتُم تَعْقِلُونَ ) عن الله آياته ومواعظه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.