جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةٗ مِّن دُونِكُمۡ لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ} (118)

{ يا أيها الذين آمنوا لا تتّخذوا بِطانة } بطانة الرجل خاصة أهله الذي يطلعه على أسراره ، { من دونكم } : من دون المسلمين ، متعلق بلا تتخذوا أو صفة بطانة أي لا تتخذوا أولياء أصفياء من غير أهل ملتكم ، { لا يألونكم{[801]} خبالا } : لا يقصرون في الفساد ، وخبالا مفعول ثان لتضمين معنى المنع ، والجملة مستأنفة أو صفة بطانة ، وكذا{[802]} الجملتان بعده ، { ودّوا{[803]} ما عنتّم } : تمنوا شدة ضرركم ، { قد بدت البغضاء } : ظهرت علامة العداوة ، { من أفواههم } : فلتات{[804]} كلامهم ، { وما تُخفي صدورهم } : من البغضاء { أكبر } أكثر مما بدا ، { قد بيّنا لكم الآيات } : الدالة على صلاح أحوالكم ، { إن كنتم تعقلون } : ما بيّن لكم ، نزلت في مواصلة اليهود لما بينهم من القرابة{[805]} أو في مصافاة المنافقين


[801]:إلا في الأمر قصر ثم لتضمين معنى المنع عدى إلى مفعولين كما يقال لا آلوك نصحا، والخبال الفساد/12 منه.
[802]:أعني ودوا، وقد بدت تحتمل كل منهما أن تكون صفة، ومستأنفة للتعليل عن نهي اتخاذهم بطانة/12 منه.
[803]:ما مصدرية أي ودوا عنتكم، والعنت شدة الضرر/12.
[804]:يقال: كان الأمر فلتة بلا تدبر وتفكر/12 صراح.
[805]:يعني الآية نزلت في منع مواصلة المؤمنين اليهود مطلقا بلقائهم المنافقين من اليهود/12 منه.