لما شرح أحوالَ المؤمنين والكافرين ، شرع في تحذير المؤمنين عن مخالطة الكافرين ، وأكد الزجر عن الركون إلى الكُفار ، وهو مُتَّصل بما سبق من قوله : { إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ } [ آل عمران : 100 ] .
قوله : { مِّن دُونِكُمْ } يجوز أن يكون صفةً ل " بِطَانَةً " ، فيتعلق بمحذوف ، أي : كائنة من غيركم .
وقدره الزمخشريّ : من غير أبناء جنسكم وهم المسلمون .
ويجوز أن يتعلق بفعل النهي ، وجوَّز بعضُهم أن تكون " من " زائدة ، والمعنى : دونكم في العمل والإيمان .
وبطانة الرجل : خاصَّته الذين يُبَاطنهم في الأمور ، ولا يُظْهِر غيرَهم عليها ، مشتقة من البطن ، والباطن دون الظاهر ، وهذا كما استعاروا الشعارَ والدِّثار في ذلك ، قال صلى الله عليه وسلم : " النَّاسُ دثار ، والأنْصَارُ شِعَار " {[5815]} .
والشعَارُ : ما يلي الجسد من الثياب . ويقال : بَطَنَ فلانٌ بفلانٍ ، بُطُوناً ، وبِطَانة .
أولَئِكَ خُلْصَانِي ، نَعَمْ وَبِطَانَتِي *** وَهُمْ عَيْبَتِي مِنْ دُونِ كُلِّ قَرِيبِ{[5816]}
فالبطانة مصدر يُسمَّى به الواحد والجمع ، وأصله من البطن ، ومنه : بطانة الثوب غير ظهارته .
فإن قيل : قوله : { لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً } نكرة في سياق النفي ، فيقتضي العموم في النهي عن مصاحبة الكفار ، وقد قال تعالى : { لاَّ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ } [ الممتحنة : 8 ] فكيف الجمع فيهما .
فالجواب : أن الخاص مقدَّم على العام .
قوله : { لاَ يَأْلُونَكُمْ } لما منع المؤمنين من أن يتخذوا بطانة من الكافرين ذَكَر علَّة النهي ، وهي أمور :
أحدها : قوله : { لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً } يقال : ألا في الأمر ، يَألُو فيه ، أي : قصَّر - نحو غزا يغزو - فأصله أن يتعدى بحرف الجر كما ترى . واختلف في نصب " خَبَالاً " على وجوه :
أحدها : أنه مفعول ثانٍ ، وإنما تعدَّى لاثنين ؛ للتضمين .
قال الزمخشري : يقال : ألا في الأمر ، يألو فيه - أي : قصَّر - ثم استُعْمِل مُعَدًّى إلى مفعولين في قولهم : لا آلوك نُصْحاً ، ولا آلوك جُهْداً ، على التضمين ، والمعنى : لا أمنعك نُصْحاً ولا أنقُصُكَهُ .
الثاني : أنه منصوب على إسقاط الخافض{[5817]} ، والأصل : لا يألونكم في خبال ، أو في تخبيلكم ، أو بالخبال ، كما يقال : أوجعته ضرباً ، وهذا غير منقاسٍ ، بخلاف التضمين ؛ فإنه ينقاس ، وإن كان فيه خلافٌ واهٍ .
الثالث : أن ينتصب على التمييز ، وهو - حينئذ - تمييز منقول من المفعولية ، والأصل : لا يألون خبالكم ، أي : في خبالكم ، ثم جعل الضمير - المضاف إليه - مفعولاً بعد إسقاط الخافض فنُصِبَ الخبال - الذي كان مضافاً - تمييزاً ، ومثله قوله : { وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُوناً } [ القمر : 12 ] أي : عيون الأرض ، ففعل به ما تقدم ومثله – في الفاعلية قوله : { واشتعل الرأس شيبا } [ مريم : 4 ] ، الأصل : شيب الرأس ، وهذا عند من يثبت كون التمييز منقولا من المفعولية .
وقد منعه بعضهم ، وتأول قوله تعالى : { وفجّرنا الأرض عيونا } [ القمر : 12 ] على أن " عُيُوناً " بدل بعض من كل ، وفيه حذف العائد ، أي : عيوناً منها ، وعلى هذا التخريج ، يجوز أن يكون " خَبَالاً " يدل اشتمال من " كم " والضمير أيضاً محذوف أي : " خبالاً منكم " وهذا وَجْه رابع .
الخامس : أنه مصدر في موضع الحال ، أي : متخبلين .
السادس : قال ابْنُ عَطِيَّةَ : معناه : لا يقصرون لكم فيما فيه الفساد عليكم .
فعلى هذا - الذي قدره - يكون المضمر ، و " خَبَالاً " منصوبين على إسقاط الخافض ، وهو اللام ، وهذه الجملة فيها ثلاثة أوجه :
أحدها : أنها جُمْلة استئنافية ، لا محل لها من الإعراب ، وإنما جِيءَ بها ، وبالجُمَل التي بعدها ، لبيان حال الطائفة الكافرة ، حتى ينفروا منها ، فلا يتخذوها بطانة ، وهو وجه حسن .
الثاني : أنها جملة في موضع نصب ؛ حال من الضمير المستكن في " دُونِكُمْ " على أن الجار صفة لبطانة .
الثالث : أنها في محل نصب ؛ نعتاً ل " بِطَانةً " – أيضاً- .
والألْو - بزنة الغزو - التقصير - كما تقدم - .
سَعَى بَعْدَهُمْ قَوْمِي لِكَيْ يُدْرِكُوهُمُ *** فَلَمْ يَفْعَلُوا ، وَلَم يُليمُوا ، وَلَمْ يَأْلُوا{[5818]}
وَمَا المَرْءُ مَا دَامَتْ حُشَاشَةُ نَفْسِهِ *** بِمُدْرِكِ أطْرَافِ الخُطُوبِ وَلاَ آلِي{[5819]}
يقال : آلَى ، يُولِي - بزنة أكرم ، فأبدِلَت الهمزةُ الثانية ألفاً .
. . . *** فَمَا آلَى بَنِيَّ وَلاَ أسَاءُوا{[5820]}
ويقال : ائتلَى ، يأتلي - بزنة اكتسب يكتسب- .
ألاَ رُبَّ خَصْمٍ فِيَكِ ألْوَى رَدَدْتُهُ *** نَصِيحٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَلِي{[5821]}
فيتحد لفظ آلى بمعنى قصَّر ، وآلى بمعنى حَلفَ - وإن كان الفرق بينهما ثابتاً من حيث المادة ؛ لأن لامه من معنى الحلف ياء ، ومن معنى التقصير واو .
قال الراغب{[5822]} : وألَوْتُ فلاناً ، أي : أوْليته تقصيراً - نحو كسبته ، أي : أوْليته كَسْباً - وما ألوته جهداً ، أي : ما أوليته تقصيراً بحسب الجهد ، فقولك : جهداً ، تمييز .
وقوله : { لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً } [ آل عمران : 118 ] أي : لا يُقَصِّرون في طلب الخبال ، ولا يدعون جهدهم في مضرتكم ، قال تعالى : { وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ الْفَضْلِ مِنكُمْ } [ النور : 22 ] .
وقيل : هو من آليت ، أي : حلفت .
والخبال : الفساد ، وأصله ما يلحق الحيوان من مَرَض ، وفتور ، فيورثه فساداً واضطراباً ، يقال منه : خبله وخَبَّله - بالتخفيف والتشديد ، فهو خابل ، ومُخَبَّل ، ومخبول ، والمخبل : الناقص العقل ، قال تعالى : { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً } [ التوبة : 47 ] ، ويقال : خَبْل ، وخَبَل ، وخَبَال وفي الحديث : " مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ ثَلاَثاً كَانَ حَقًّا على اللهِ أن يَسقيه مِنْ طِينَةِ الخَبَالِ " {[5823]} .
وقال زهير بن أبي سُلْمى : [ الطويل ]
هُنَالِكَ إنْ يُسْتَخْبَلُوا الْمَالَ يُخْبِلُوا *** وَإنْ يُسْألُوا يُعْطُوا ، وَإن يُيْسِرُوا يُغْلُوا{[5824]}
والمعنى في هذا البيت : أنهم إذا طُلِب منهم إفساد شيء من إبلهم أفسدوه ، وهذا كناية عن كرمهم .
قال ابنُ عبَّاسٍ : كان رِجَالٌ من المُسْلِمِينَ يُوَاصِلُونَ اليَهُودَ ؛ لما بينهم من القَرَابةِ ، والصداقة ، والحِلْف ، والجوار ، والرضاع ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ينهاهم فيها عن مباطنتهم . {[5825]}
قال مجاهد : نزلت في قوم من المؤمنين ، كانوا يواصلون المنافقين ، فنهاهم الله عن ذلك{[5826]} ، ويؤيِّد هذا القولَ ما ذكره بعد في قوله : { وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ } [ آل عمران : 119 ] وهذه صفة المنافقين .
والعنت : شدة الضرر والمشقة ، قال تعالى : { وَلَوْ شَآءَ اللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ } [ البقرة : 220 ] ، وقد تقدم اشتقاقه .
قوله : { وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ } هذه العلة الثانية ، وفي هذه الجملة ثلاثة أوجه :
أحدها : وهو الأظهر - أن تكون مستأنفة ، لا محل لها من الإعراب - كما هو الظاهر في التي قبلها .
والثاني : أنها نعت ل " بِطَانَةً " فمحلُّها نصب .
قال الواحدي : " ولا يصح هذا ؛ لأن البطانة قد وُصِفَت بقوله : { لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً } ، ولو كان هذا صفة - أيضاً - ، لوجب إدخال حرف العطف بينهما " .
والثالث : أنها حال من الضمير في " يَألونَكُمْ " ، و " ما " مصدرية ، و " عَنِتُّمْ " صلتها ، وهي وصلتها مفعول الودادة ، أي : عنتكم ، أي : مقتكم .
وقال الراغب : " المعاندة ، والمعانتة ، يتقاربان ، لكن المعاندة هي الممانعة ، والمعانتة : أن يتحرى مع الممانعة المشقة " .
والفرق بين قوله : { لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً } ، وقوله : { وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ } ، في المعنى من وجوه :
الأول : لا يقصرون في إفساد دينكم ، فإن عجزوا عنه ، ودُّوا إلقاءكم في أشد أنواع الضرر .
الثاني : لا يقصرون عن إفساد أموركم ، فإن لم يفعلوا ذلك ؛ لمانعٍ ، فحُبّه في قلوبهم .
الثالث : لا يقصرون في إفساد أموركم في الدنيا ، فإن عجزوا عنه لمانع لم يزل عن قلوبهم حب إعناتكم .
قال القُرْطُبِيُّ : " وقد انقلبت هذه الأحوال في هذه الأزمان باتخاذ أهل الكتاب كَتَبَةً وأمَنَاءَ ، وتسوَّدوا بذلك عند الجهلة الأغبياء من الولاة والأمراء " .
وروى البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ ، وَلاَ اسْتَخْلَفَ مِنْ خَلِيْفَةٍ إِلاَّ كَانَتْ لَهُ بِطَانَتَانِ : بِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بِالْمَعْرُوفِ ، وتَحُضُّهُ عَلَيهِ ، وبِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بِالشَّرِ ، وَتَحُضُّهُ عَلَيهِ ، فَالْمَعْصُومُ مَنْ عَصَمَ اللهُ تعالى " {[5827]} .
وروى أنس بن مالك قال : قال صلى الله عليه وسلم : " لاَ تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ المُشْرِكِينَ ، وَلاَ تَنْقُشُوا فِي خَواتِيمكُمْ غريباً{[5828]} .
وفسره الحَسَنُ بْنُ أبِي الحَسَنِ ، فقال : أراد صلى الله عليه وسلم لا تستشيروا المشركين في شيء من أموركم ، ولا تنقشوا في خواتيمكم محمداً .
قال الحَسَنُ : وتصديق ذلك في كتاب الله - عز وجل - : { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ } الآية . {[5829]}
العلة الثالثة : قوله : { قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ } هذه الجملة كالتي قبلها ، وقرأ عبد الله " بَدَا " - من غير تاء{[5830]} - لأن الفاعل مؤنَّث مجازيّ ؛ ولأنها في معنى البغض ، والبغضاء : مصدر - كالسراء والضراء - يقال منه : بَغُضَ الرجل ، فهو بغيض ، كظَرُفَ فهو ظَرِيفٌ .
قوله : { مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } متعلق ب " بَدَتْ " و " مِنْ " لابتداء الغاية ، وجوَّز أبو البقاء أن يكون حالاً ، أي : خارجة من أفواههم ، والأفواه : جمع فَم ، وأصله فوه ، فلامه هاء ، يدل على ذلك جمعه على أفواه ، وتصغيره على " فُوَيْه " ، والنسب إليه على فوهي ، وهل وزنه فَعْل - بسكون العين - أو " فَعَل " - بفتح العين - ؟ خلاف للنحويين ، ثم حذفوا لامه تخفيفاً ، فبقي آخرهُ حرف علة ، فأبدلوه ميماً ؛ لقُرْبهِ منها ؛ لأنهما من الشفة ، وفي الميم هُوِيٌّ في الفم يضارع المد الذي في الواو .
وهذا كله إذا أفردوه عن الإضافة ، فإن أضافوه لَمْ يُبْدلوا حرفَ العلة .
فَوهٌ كَشقِّ الْعَصَا لأْياً تُبَيِّنُهُ *** أسَكُّ مَا يَسْمَعُ الأصْوَاتَ مَصْلُومُ{[5831]}
عكس الأمر في الطرفين ، فأتى بالميم في حال الإضافة ، وبحرف العلة في القطع عنها . فمن الأول قوله : [ الرجز ]
يُصْبِحُ ظَمْآنَ وَفِي الْبَحْرِ فَمُهْ{[5832]} *** . . .
وخصَّه الفارسيُّ وجماعة بالضرورة ، وغيرهم جوَّزه سعة ، وجعل منه قوله : " لخلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك " .
خَالَطَ مِنْ سَلْمَى خَيَاشِيمَ وَفَا {[5833]}*** . . .
أي : وفاها ، وإنما جاز ذلك ؛ لأن الإضافة كالمنطوق بها .
وقالت العرب : رجل مفوَّه - إذا كان يجيد القولَ - وأَفْوَه : إذا كان واسعَ الفم .
. . . *** وَمَا فَاهُوا بِهِ أبَداً مُقِيمُ{[5834]}
وفي الفم تسع لغات ، وله أربع مواد : ف م ه . ف م و . ف م ي . ف م م ؛ بدليل أفواه ، وفموين ، وفميين ، وأفمام .
{ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَآءُ } أي : ظهرت علامة العداوة من أفواههم .
فإن حملناه على المنافقين ، فمعناه أن يجري في كلامه ما يدل على نفاقه ، وعدم الود والنصيحة ، كقوله : { وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ } [ محمد : 30 ] ، أو بدت البغضاء لأوليائهم من المنافقين ، والكفَّار ، لإطلاع بعضهم بعضاً على ذلك .
وإن حملناه على اليهود فمعناه : أنهم يُظهرون تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم والكتاب ، وينسبونه إلى الجهل . وإن حَمَلْناه على الكُفَّار ، فمعنى البغضاء الشتيمة و الوقيعة في المسلمين .
قال القُرْطُبِيُّ : " وفي هذه الآية دليل على أن شهادةَ العدو على عدوِّه لا تجوز ، وبذلك قال أهل المدينة وأهل الحجاز ، ورُوِيَ عن أبي حنيفةَ جوازُ ذلك .
وحكى ابن بطّال عن ابن شعبان أنه قال : أجمع العلماء على أنه لا تجوز شهادة العدو على عدوه في شيء ، وإن كان عَدْلاً - والعداوة تُزيل العدالة ، فكيف بعداوة الكافر " .
قوله : { وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ } يجوز أن تكون " ما " بمعنى : الذي ، والعائد محذوف - أي : تخفيه فحذف - وأن تكون مصدرية - أي : وإخفاء صدورهم - وعلى كلا التقديرين ، ف " ما " مبتدأ و " أكبر " خبره ، والمفضَّل عليه محذوف ، أي : أكبر من الذي أبدَوْهُ بأفواههم .
قوله : { إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } شرط ، حذف جوابه ، لدلالة ما تقدم عليه ، أو هو ما تقدم - عند من يرى جوازه- .
والمعنى : إن كنتم من أهل العقل ، والفهم ، والدراية .
وقيل : إن كنتم تعقلون الفَصْل بين ما يستحقه الولِيّ والعدُوّ ، والمقصود منه : استعمال العقل في تأمل هذه الآيات ، وتدبُّر هذه البينات .