التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ بِطَانَةٗ مِّن دُونِكُمۡ لَا يَأۡلُونَكُمۡ خَبَالٗا وَدُّواْ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَآءُ مِنۡ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِي صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ} (118)

قوله تعالى{ يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا . . . }

قال البخاري : حدثنا أصبغ ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن ابي سلمة ، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان : بطانة تأمره بالمعروف وتحصنه عليه ، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه ، فالمعصوم من عصم الله تعالى " .

( الصحيح13/201 ح7198-ك الحكام ، ب بطانة الإمام . . . ) .

أخرج ابن ابي حاتم بسنده الحسن عن محمد بن إسحاق ، عن ابن عباس قال : كان رجال من المسلمين يواصلون رجالا من اليهود ، لما كان بينهم من الجوار والحلف في الجاهلية ، فأنزل الله عز وجل ينهاهم عن مباطنتهم ، وتخوفوا الفتنة عليهم منهم : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم }إلى قوله{ وتؤمنون بالكتاب كله } .

قال ابن أبي حاتم : حدثني أبي ، حدثني أيوب بن محمد الوزان ، ثنا عيسى بن يونس ، عن أبي حيان التيمي ، عن أبي الزنباع ، عن أبي دهقانة ، قال : قيل لعمر ابن الخطاب إن ها هنا غلاما من اهل الحيرة حافظا كاتبا ، فلو اتخذته كاتبا ، قال : قد اتخذت إذا بطانة من دون المؤمنين .

ورجاله ثقات تقدم ذكرهم في تفسير ابن حاتم وإسناده صحيح .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان قوله : { لا يألونكم خبالا }يقول : يضلونكم كما ضلوا فنهاهم أن يستدخلوا المنافقين دون المؤمنين او يتخذوهم أولياء .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله عز وجل : { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا }في المنافقين من اهل المدينة . نهى الله عز وجل المؤمنين ان يتولوهم .

قوله تعالى{ قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم اكبر }

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { قد بدت البغضاء من أفواههم }يقول : قد بدت البغضاء من أفواه المنفقين إلى إخوانهم من الكفار ، من غشهم للإسلام وأهله ، وبغضهم إياهم .

وبه عن قتادة : قوله{ وما تخفي صدوركم أكبر }يقول : وما تخفي صدوركم أكبر مما قد أبدوا بألسنتهم .