معاني القرآن للفراء - الفراء  
{فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٖ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنٗا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ قَالَ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ} (37)

وقوله : { وَكَفَّلَها زَكَرِيَّا . . . }

من شدّد جعل زكريا في موضع نصب ؛ كقولك : ضمَّها زكريا ، ومن خفف الفاء جعل زكريا في موضع رفع . وفي زكريا ثلاث لغات : القصر في ألِفه ، فلا يستبِين فيها رفع ولا نصب ولا خفض ، وتمدّ ألفه فتنصب وترفع بلا نون ؛ لأنه لا يُجْرَى ، وكثير من كلام العرب أن تحذف المدّة والياء الساكنة فيقال : هذا زكرىّ قد جاء فيُجْرَى ؛ لأنه يشبه المنسوب من أسماء العرب .