النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا} (36)

قوله تعالى : { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيرَةُ مِنُ أَمْرِهِمْ } فيها قولان :

أحدهما : أنها نزلت في زينب بنت جحش خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة فامتنعت وامتنع أخوها عبد الله بن جحش ، وأنهما ولدا عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهما أميمة{[2219]} بنت عبد المطلب ، وأن زيداً كان بالأمس عبداً فنزلت هذه الآية فقالت : أمري بيدك يا رسول الله فزوجها به ، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة . قال مقاتل : ساق إليها عشرة دنانير وستين درهما وخماراً وملحفة ودرعاً وخمسين مداً من طعام وعشرة أمداد من تمر .

الثاني : أنها نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط وكانت أول امرأة هاجرت من النساء فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم قال " قَدْ قَبِلْتُ " فزوّجها زيد بن حارثة فسخطت هي وأخوها وقالا : إنما أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزّوجنا عبده فنزلت هذه الآية ، قاله ابن زيد .

{ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً } فيه قولان :

أحدهما : فقد جار جوراً مبيناً ، قاله ابن شجرة .

الثاني : فقد أخطأ خطأ طويلاً ، قاله السدي ومقاتل .


[2219]:في ع: آمنة تحريف إذ ليس في عماته عليه السلام من اسمها آمنة. وهذه أسماؤهن: صفية أو الزبير بن العوام وعاتكة وبرة وأميمة وأم حكيم البيضاء وأروى.. أسلم منهن صفية وصحح كثيرون إسلام أورى كذلك.