النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{فَالِقُ ٱلۡإِصۡبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيۡلَ سَكَنٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ حُسۡبَانٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (96)

{ فَالِقُ الإِصْبَاحِ } فيه أربعة أقاويل :

أحدها : فالق الصبح ، قاله قتادة .

والثاني : أنه إضاءة الفجر ، قاله مجاهد .

والثالث : أن معناه خالق نور النهار ، وهذا قول الضحاك .

والرابع : أن الإِصباح ضوء الشمس بالنهار وضوء القمر بالليل ، قاله ابن عباس .

{ وَجَعَلَ اللَّيلَ سَكَناً } فيه قولان :

أحدهما : أنه سُمِّي سكناً لأن كل متحرك بالنهار يسكن فيه .

والثاني : لأن كل حي يأوي فيه إلى مسكنه .

{ وَالشَّمْسَ والقَمَرَ حُسْبَاناً } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : معناه يجريان في منازلهما بحساب وبرهان فيه بدء ورد إلى زيادة ونقصان ، قاله ابن عباس والسدي .

والثاني : أي جعلهما سبباً لمعرفة حساب الشهور والأعوام{[926]} .

والثالث : أي جعل الشمس والقمر ضياء ، قاله قتادة ، وكأنه أخذه من قوله تعالى :

{ وَيُرْسِلَ عَلَيهَا حُسْبَاناً مِنَ السَّمَآءِ }

[ الكهف : 40 ] قال : ناراً .


[926]:- سقط من ق.