{ فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم 96 وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون 97 } .
{ فالق الإصباح } بكسر الهمزة مصدر أصبح وبه قال الجمهور ، والظاهر أن الإصباح في الأصل مصدر سمي به الصبح وبفتحها جمع صبح ، والصبح والصباح أول النهار ، وكذا الإصباح قاله الزجاج والليث ، والمعنى أنه شاق عموده الضياء عن ظلام الليل وسواده أو يكون المعنى فالق ظلمة الإصباح وهي الغبش في آخر الليل الذي يلي الصبح ، قاله الكشاف ، أو فالق عمود الفجر إذا انصدع عن بياض النهار لأنه يبدو مختلطا بالظلمة ثم يصير أبيض خالصا ، وقيل المعنى خالق الإصباح والصبح هو الضوء الذي يبدو أول النهار ، قال ابن عباس : خلق الليل والنهار ويعني بالإصباح ضوء الشمس بالنهار ، وضوء القمر بالليل ، وقال إضاءة الفجر وقال قتادة فالق الصبح .
{ وجعل الليل سكنا } السكن محل السكون من سكن إليه إذا اطمأن إليه واستراح به ، لأنه يسكن فيه الناس عن الحركة في معاشهم ويستريحون من التعب والنصب ، قال قتادة : سكن فيه كل طير ودابة { والشمس والقمر حسبانا } أي الشمس والقمر مجعولان حسبانا معينا قال الأخفش : الحسبان جمع حساب مثل شهبان وشهاب ، وقال يعقوب ، حسبان مصدر حسبت الشيء أحسبه حسبا وحسبانا والحساب الإسم ، وقيل الحسبان بالضم مصدر حسب بالفتح والحسبان بالكسر مصدر حسب .
والمعنى جعلهما محل حساب يتعلق به مصالح العباد وسيرهما على تقدير لا يزيد ولا ينقص ليدل عباده بذلك على عظيم قدرته وبديع صنعه ، وقيل الحسبان الضياء وفي لغة أن الحسبان النار ، ومنه قوله تعالى : { يرسل عليها حسبانا من السماء } وقال ابن عباس : يعني عدد الأيام والشهور والسنين ، وقال الكلبي : منازلهما بحساب لا يجاوزانه حتى ينتهيا إلى أقصاها لأن حساب الأوقات يعلم بدورهما وسيرهما .
{ ذلك } الجعل المدلول عليه يجعل { تقدير العزيز } القاهر الغالب { العليم } كثير العلم ومن جملة معلوماته تسييرهما على هذا التدبير المحكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.