بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَالِقُ ٱلۡإِصۡبَاحِ وَجَعَلَ ٱلَّيۡلَ سَكَنٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ حُسۡبَانٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ} (96)

ثم قال : { فَالِقُ الإصباح } يعني : خالق الإصباح والإصباح والصبح واحد ويقال الإصباح مصدر أصبح يصبح إصباحاً ، والصبح اسم ويقال : { فالق الإصباح } يعني خالق النهار . { وَجَعَلَ الليل سَكَناً } قرأ أهل الكوفة حمزة والكسائي وعاصم { وَجَعَلَ الليل } على معنى الخبر وقرأ الباقون { جَاعِلِ الليل } على معنى الإضافة { سكنا } يعني : يسكن فيه الخلق .

ثم قال : { والشمس والقمر حُسْبَاناً } يعني : وجعل الشمس والقمر { حسبانا } يعني : منازلها بالحساب لا يجاوزانه إذا انتهيا إلى أقصى منازلهما رجعا وهذا قول الكلبي . وقال مقاتل { حُسْبَاناً } يعني : يُعرف بها عدد السنين والحساب . وقال القتبي : { حُسْبَاناً } أي حساباً ، يقال : خذ كل شيء بحُسْبانه أي : بحسابه . وقال الكلبي : ويقال للشيء المعلق : حسباناً .

{ ذلك تَقْدِيرُ العزيز العليم } يقول : هذا فعل { العزيز } في ملكه { العليم } بخلقه لا فعل لأصنامكم فيه .