النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ} (4)

{ وإنك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : أدب القرآن ، قاله عطية .

الثاني : دين الإسلام ، قاله ابن عباس وأبو مالك .

الثالث : على طبع كريم ، وهو الظاهر .

وحقيقة الخلُق في اللغة هو ما يأخذ به الإنسان نفسه من الآداب ، سمي خلقاً لأنه يصير كالخلقة فيه ، فأما ما طبع عليه من الآداب فهو الخيم{[3045]} فيكون الخلق الطبع المتكلف ، والخيم هو الطبع الغريزي ، وقد أوضح ذلك الأعشى في شعره فقال :

وإذا ذو الفضول ضنّ على المو *** لى وعادت لِخيمها الأخلاقُ

أي رجعت الأخلاق إلى طباعها .


[3045]:الخيم بالكسر السجايا والطبائع، لا واحد له من لفظه.