النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{مَآ أَنتَ بِنِعۡمَةِ رَبِّكَ بِمَجۡنُونٖ} (2)

{ ما أنت بنعمةِ ربّك بمجنونٍ } كان المشركون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم أنه مجنون به شيطان ، وهو قولهم :

{ يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون }

[ الحجر :6 ] فأنزل اللَّه تعالى رداً عليها وتكذيباً لقولهم : { ما أنت بنعمة ربك بمجنون } أي برحمة ربك ، والنعمة ها هنا الرحمة .

ويحتمل ثانياً : أن النعمة ها هنا قسم ، وتقديره : ما أنت ونعمة ربك بمجنون ، لأن الواو والباء من حروف القسم{[3043]} .

وتأوله الكلبي على غير ظاهره ، فقال : معناه ما أنت بنعمة ربك بمخفق .


[3043]:من بداية الآية "ما أنت بنعمة ربك" إلى هنا نقله القرطبي حرفيا عن المؤلف ولم ينسبه إليه انظر تفسيره 18/ 226.