قوله عز وجل : { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ } فيه وجهان :
والثاني{[1068]} : بالعدل .
{ وَأقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ } فيه أربعة تأويلات :
أحدها : معناه توجهوا حيث كنتم في الصلاة إلى الكعبة ، قاله مجاهد .
والثاني : معناه اجعلوا سجودكم خالصاً لله تعالى دون ما سواه من الأوثان والأصنام ، قاله الربيع بن أنس .
والثالث : معناه اقصدوا المسجد في وقت كل صلاة [ فهذا ] أمر بالجماعة لها ندباً عند الأكثرين وحتماً عند الأقلين .
والرابع : أن أي موضع أدركت فيه وقت الصلاة فصلّ فيه فإنه مسجد ولا تؤخرها إلى حضور المسجد{[1069]} .
{ وَاْدعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ } يحتمل وجهين :
أحدهما : يعني أقروا له بالوحدانية وإخلاص الطاعة .
والثاني : ارغبوا إليه في الدعاء بعد{[1070]} إخلاصكم له الدّين .
{ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } فيه أربعة{[1071]} أقاويل :
أحدها : كما بدأكم شقياً وسعيداً ، كذلك تبعثون يوم القيامة ، قاله ابن عباس .
الثاني : كما بدأكم فآمن بعضكم وكفر بعضكم ، كذلك تبعثون يوم القيامة . روى أبو سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تُبْعَثُ كُلُّ نَفْسٍ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ " .
والثالث : كما خلقكم ولم تكونوا شيئاً ، كذلك تعودون بعد الفناء أحياء ، قاله الحسن ، وابن زيد .
والرابع : كما بدأكم لا تملكون شيئاً ، كذلك تبعثون يوم القيامة .
روى سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ القِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرلاً وَأَوَّلُ مَنْ يُكَسَى إِبْرَاهِيمُ عَلَيهِ السَّلاَمُ " ثم قرأ
{ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلينَ{[1072]} } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.