النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡلَمُونَ} (6)

قوله عز وجل { وَإِنْ أَحَدٌ منَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ . . . } الآية : وفي كلام الله وجهان أي إن استأمنك فأمِّنه .

أحدهما : أنه عنى سورة براءة خاصة ليعلم ما فيها من حكم المقيم على العهد . وحكم الناقض له والسيرة في المشركين والفرق بينهم وبين المنافقين .

الثاني : يعني القرآن كله ، ليهتدي به من ضلاله ويرجع به عن كفره .

{ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ } يعني إن أقام على الشرك وانقضت مدة الأمان .

{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ } يحتمل وجهين :

أحدهما : الرشد من الغيّ .

والثاني : استباحة رقابهم عند انقضاء مدة أمانهم .