السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡلَمُونَ} (6)

{ وإن أحد من المشركين } أي : الذين أمرت بقتالهم { استجارك } أي : طلب أن تعامله في الإكرام معاملة الجار بعد انقضاء مدّة السياحة { فأجره } أي : فأمنه ودافع عنه من يقصده بسوء . { حتى يسمع كلام الله } أي : القرآن بسماع التلاوة الدالة عليه فيعلم بذلك ما يدعى إليه من المحاسن ويتحقق أنه ليس من كلام الخلق { ثم } إن أراد الانصراف ولم يسلم { أبلغه مأمنه } أي : الموضع الذي يأمن فيه وهو دار قومه لينظر في أمره ، ثم بعد ذلك يجوز لك قتلهم وقتالهم من غير غدر ولا خيانة . قال الحسن : هذه الآية محكمة إلى يوم القيامة .

تنبيه : أحد : مرفوع بفعل مضمر يفسره الظاهر وتقديره : وإن استجارك أحد ، ولا يجوز أن يرتفع بالابتداء ؛ لأن إن من عوامل الفعل ، فلا تدخل على غيره . { ذلك } أي : الأمر بالإجارة للغرض المذكور { بأنهم } أي : بسبب أنهم { قوم لا يعلمون } أي : لا علم لهم لأنهم لا عهد لهم بنبوّة ولا رسالة ولا كتاب ، فإذا علموا أوشك أن ينفعهم العلم .