الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَإِنۡ أَحَدٞ مِّنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ٱسۡتَجَارَكَ فَأَجِرۡهُ حَتَّىٰ يَسۡمَعَ كَلَٰمَ ٱللَّهِ ثُمَّ أَبۡلِغۡهُ مَأۡمَنَهُۥۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡلَمُونَ} (6)

أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ثم أبلغه مأمنه } قال : إن لم يوافقه ما يقضي عليه ، ويجتريه فأبلغه مأمنه ، وليس هذا بمنسوخ .

وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي الله عنه في قوله { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } قال : أمر من أراد ذلك أن يأمنه ، فإن قبل فذاك وإلا خلى عنه حتى يأتي منه ، وأمر أن ينفق عليهم على حالهم ذلك .

وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله { حتى يسمع كلام الله } أي كتاب الله .

وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه قال : ثم استثنى فنسخ منها فقال { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله } وهو كلامك بالقرآن فأمنه { ثم أبلغه مأمنه } يقول : حتى يبلغ مأمنه من بلاده .

وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن أبي عروبة رضي الله عنه قال : كان الرجل يجيء إذا سمع كلام الله وأقرَّ به وأسلم . فذاك الذي دعي إليه ، وإن أنكر ولم يقر به فرد إلى مأمنه ، ثم نسخ ذلك فقال { وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة } [ التوبة : 5 ] .