المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} (3)

3- إننا ابتدأنا إنزال القرآن في ليلة وفيرة الخير ، كثيرة البركات ، لأن من شأننا الإنذار بإرسال الرسل وإنزال الكتب .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} (3)

قوله تعالى :{ حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة } قال قتادة وابن زيد : هي ليلة القدر أنزل الله القرآن في ليلة القدر من أم الكتاب إلى السماء الدنيا ، ثم نزل به جبريل عن النبي صلى الله عليه وسلم نجوماً في عشرين سنة . وقال آخرون : هي ليلة النصف من شعبان .

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أبو منصور السمعاني ، حدثنا أبو جعفر الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا الأصبغ بن الفرج ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد الملك بن عبد الملك حدثه أن ابن أبي ذئب حدثه عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه أو جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ينزل الله جل ثناؤه ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنساناً في قلبه شحناء أو مشركاً بالله " . { إنا كنا منذرين } .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} (3)

أنه أنزله { فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ } أي : كثيرة الخير والبركة وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر ، فأنزل أفضل الكلام بأفضل الليالي والأيام على أفضل الأنام ، بلغة العرب الكرام لينذر به قوما عمتهم الجهالة وغلبت عليهم الشقاوة فيستضيئوا بنوره ويقتبسوا من هداه ويسيروا وراءه فيحصل لهم الخير الدنيوي والخير الأخروي ولهذا قال : { إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ فِيهَا } أي : في تلك الليل الفاضلة التي نزل فيها القرآن

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} (3)

وقوله تعالى : { إنا أنزلناه } يحتمل أن يقع القسم عليه ، ويحتمل أن يكون : { إنا أنزلناه } من وصف الكتاب فلا يحسن وقوع القسم عليه ، وهذا اعتراض يتضمن تفخيم الكتاب ويحسن القسم به ، ويكون الذي وقع القسم عليه : { إنا كنا منذرين } .

واختلف الناس في تعيين الليلة المباركة ، فقال قتادة والحسن : هي ليلة القدر ، وقالوا : إن كتب الله كلها إنما نزلت في رمضان : التوراة في أوله ، والإنجيل في وسطه ، والزبور في نحو ذلك ونزل القرآن في آخره في ليلة القدر ، ومعنى هذا النزول : أن ابتداء النزول كان في ليلة القدر ، وهذا قول الجمهور . وقالت فرقة : بل أنزله الله جملة ليلة القدر إلى البيت المعمور ، ومن هنالك كان جبريل يتلقاه . وقال عكرمة وغيره : الليلة المباركة هي النصف من شعبان{[10221]} .


[10221]:قال القاضي أبو بكر بن العربي:"وجمهور العلماء على أنها ليلة القدر، ومنهم من قال: إنها ليلة النصف من شعبان، وه باطل لأن الله تعالى قال في كتابه الصادق القاطع:{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، فنص على أن ميقات نزوله رمضان، ثم عيّن من زمانه الليل هاهنا بقوله:{في ليلة مباركة}، فمن زعم أنه في غيره فقد أعظم الفرية على الله، وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يعوّل عليه لا في فضلها ولا في نسخ الآجال فيها، فلا تلتفتوا إليها".