محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} (3)

بسم الله الرحمن الرحيم

{ حم * والكتاب المبين * إنا أنزلناه في ليلة مباركة } يعني ليلة القدر التي قدر فيها سبحانه إنزال ذكره الحكيم . وكانت في رمضان . كما قال سبحانه :{[1]} { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن } قال ابن كثير : ومن قال إنها ليلة النصف من شعبان ، فقد أبعد النجعة . فإن نص القرآن أنها في رمضان . وما روي من الآثار في فضلها ، فمثله لا تعارض به النصوص . هذا على فرض صحتها . وإلا فهي ما بين مرسل وضعيف . والبركة اليمن . ولا ريب أنها كانت أبرك ليلة وأيمنها على العالمين ، بتنزيل ما فيه الحكمة والهدى ، والنجاة من الضلال والردى . قال القاشانيّ : ووصفها بالمباركة ، لظهور الرحمة والبركة ، والهداية والعدالة في العالم بسببها . وازدياد رتبته صلى الله عليه وسلم وكماله بها . كما سماها ( ليلة القدر ) لأن قدره وكماله إنما ظهر بها { إنا كنا منذرين } أي من خالف مقتضى الحكمة وقوة الدلائل ، واختار المذامّ وتذلل للهوى ولم يكتف بهداية الله ، ولم يقت روحه بقوت معارفه ، وذلك لتقوم حجة الله على عباده .


[1]:(4 النساء 15 و 16).