البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ} (3)

وقال الزمخشري وغيره : قوله : { إنا أنزلناه } ، على أن الكتاب هو القرآن ، ويكون قد عظمه تعالى بالإقسام به .

وقال ابن عطية : لا يحسن وقوع القسم عليه ، أي على { إنا أنزلناه } ، وهو اعتراض يتضمن تفخيم الكتاب ، ويكون الذي وقع عليه القسم { إنا كنا منذرين } . انتهى .

قال قتادة ، وابن زيد ، والحسن : الليلة المباركة : ليلة القدر .

وقالوا : كتب الله كلها إنما نزلت في رمضان ؛ التوراة في أوله ، والإنجيل في وسطه ، والزبور في نحو ذلك ، والقرآن في آخره ، في ليلة القدر ؛ ويعني ابتداء نزوله كان في ليلة القدر .

وقيل : أنزل جملة ليلة القدر إلى البيت المعمور ، ومن هناك كان جبريل يتلقاه .

وقال عكرمة وغيره : هي ليلة النصف من شعبان ، وقد أوردوا فيها أحاديث .

وقال الحافظ أبو بكر بن العربي : لا يصح فيها شيء ، ولا في نسخ الآجال فيها .

إنا كنا منذرين : أي مخوفين .